الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم اشتراك الموظف في المناقصة باسم زميله

السؤال

جزاكم الله خيراً على العمل الذي تقومون به وجعله في ميزان حسناتكم: السؤال يخص زميلي في العمل، فهو يعمل في الجامعة في قسم الهندسة كمسؤول مختبر، وأوكلت له الكلية عملا آخر بموافقته بمقابل مادي بسيط فوق راتبه، وهو القيام بشراء القطع الإلكترونية التي يحتاجها الطلاب في المختبر في كل فصل دراسي، وذلك لمعرفته بالسوق، ومن خلال معرفتي به فهو حريص جداً على أن يشتري القطع المطلوبة بأقل الأسعار مما يوفر على الجامعة الكثير من المال فيما لو قامت لجنة المشتريات بهذه المهمة، وهي المعنية أساساً بذلك حيث تقوم باستقبال عروض الشركات وتختار المناسب منها، بينما يذهب هو بنفسه إلى السوق وله علاقات مع التجار فيحصل على أسعار أفضل بكثير مما تحصل عليه لجنة المشتريات، وفي أحد الفصول الدراسية عندما طلب الموافقة على المقابل المادي ليقوم بهذه المهمة رفضت الإدارة المالية منحه إياها، وهذه ليست أول مرة، ففي كل مرة يواجه صعوبة في الحصول على هذا المبلغ لأسباب روتينية، ولعدم رغبتهم بدفع هذا المبلغ له دون سبب مقنع، مع أنه يوفر عليهم الكثير بشهادة عميد الكلية نفسه، ولهذا السبب لم يقبل الرجل بعدها القيام بهذه المهمة، حيث إنه غير مجبر عليها، وتم الاتفاق مع الكلية على ذلك، وتم تكليف لجنة المشتريات بها، والآن زميلي هذا يفكر بأمر ونريد أن نعرف حكمه وهل عليه شيء لو فعله، والآن هو كمسؤول مختبر أصبح يرسل طلبات القطع التي يحتاجها المختبر للجنة المشتريات لتقوم بهذه المهمة، لكنه يرغب أيضاً أن يقدم عرضاً للجنة المشتريات بأسعار القطع، وذلك باسم شركة لصديق له، ولم يخبر إدارة الكلية بذلك، لكنه يريد القيام بهذا العمل كعمل إضافي دون أن يؤثر على عمله الحالي أو يقصر فيه، وسيقوم بإرسال عرض أسعار باسم شركة صديقه للجنة المشتريات، وليس له اطلاع على عروض الشركات الأخرى المرسلة للجنة المشتريات، إنما قد يكون له معرفة بأسعار الشركات من خلال السوق، وليست له يد أو قرار بالموافقة أو رفض هذه العروض، إنما من سيقوم بذلك هي لجنة المشتريات بشكل كامل، فهل عليه شيء؟ وهل في المال الذي قد يربحه إذا تمت الموافقة على عرضه شيء؟.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان نظام الشركة لا يمنع من اشتراك الموظف في المناقصة، فلا حرج على زميلك فيما يريد أن يفعله، طالما أنه ليس عضوا في لجنة المشتريات وليس له دخل في قرارها بالموافقة أو رفض العروض المقدمة، وليس له اطلاع على عروض الشركات الأخرى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني