السؤال
عمري 16 عاما، مواظب على صلاة الفجر في المسجد، ولا أطيق أن لا أذهب إلى المسجد. فأحيانا أقوم وأنا على جنابة، والماء بارد؛ فأسخن الماء وأغتسل، ولا يحدث لي أي مكروه، إلا أني مرة من المرات اغتسلت وخرجت، وكان الجو باردا؛ فمرضت، فقال لي أصدقائي: لماذا أجهدت على نفسك، لو أنك صليت في منزلك لكان أحسن لك، لكنني لم أطق كلامهم، ولم أجد ما أرد به.
فهل تجوز الصلاة في المنزل، إن خشي المرء على نفسه مرضا، أو علة أخرى؟ وماذا أقول لأصدقائي في ما أفتوني به في هذا الأمر؟
وبارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نسأل الله تعالى أن يزيدك حرصا على الخير, وأن يوفقك لكل خير, ثم إن الصلاة جماعة في المسجد ثوابها عظيم، لا ينبغي لعاقل التفريط فيه, فجاهد نفسك على حضورها.
وإذا كنت تخرج بعد الاغتسال من الجنابة, ولم تمرض إلا مرة واحدة، فهذا دليل على أن خروجك للمسجد لا يضرك غالبا, وبالتالي فإنك غير معذور في التخلف عن المسجد, ولو فرضنا أنك تحققت حصول مرض بسبب خروجك، فإنك معذور في التخلف عن المسجد, فإن خوف المرض من مبيحات التخلف عن صلاة الجمعة والجماعة.
جاء في مطالب أولي النهى للرحيباني الحنبلي: (يعذر بترك جمعة وجماعة مريض ليس بمسجد) "؛ لأنه، «صلى الله عليه وسلم لما مرض، تخلف عن المسجد، وقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس» متفق عليه. (و) يعذر بذلك (خائف حدوث مرض). انتهى.
وبخصوص ما أخبرك به أصدقاؤك, فإن كانوا يقصدون أنه لا يلزمك الذهاب للمسجد مع عدم المرض, فهذا خطأ؛ فإن صلاة الجماعة في المسجد واجبة عند بعض أهل العلم في حق غير المعذور إذا كان يسمع النداء, كما سبق تفصيله في الفتوى رقم: 331864.
والله أعلم.