السؤال
أردت النوم قبل صلاة العصر في نهار رمضان، وخفت أن ينزل مني شيء، فيتنجس السروال، فقمت بوضع لاصق شفاف على رأس الذكر، ورغم أنني أحسست بشهوة عندما وضعته، وبعدما وضعته، إلا أنني تحملت النوم بوجود اللاصق، فلما استيقظت وفتشت، ظهر سائل شفاف، يبدو أنه قد جف، مائل إلى اللون الرصاصي أو الحديدي، وغلب على ظني أنه مذي، وهو بسيط، وقليل جدًّا، ورغم ذلك قمت بالاغتسال من الجنابة بعد ذلك، على أنه قد يكون منيًّا، وهذا بعيد جدًّا، فهل خروج المذي مني وأنا نائم، مفطر؟ مع أنني قد أحسست بشهوة؟ وهل يعتبر ذلك استمناء في نهار رمضان؟ وهل قيامي بالاغتسال من الجنابة، يعد مفطرًا؛ لأنني اغتسلت من أمر مفطر؟ وقلت لنفسي من باب التهدئة: قد لا يكون ما حصل مني مفطر، فهل ما قلته لنفسي من باب التهدئة يعتبر مفطرًا؛ باعتبارأنه بمنزلة التردد في النية؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد تبين لنا من هذا السؤال, وما سبقه من أسئلتك أن لديك وساوس كثيرة، نسأل الله تعالى أن يشفيك منها, وننصحك بالإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها, فإن ذلك من أنفع علاج لها، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 3086.
وقد وردت في سؤالك هذا عدة أمور، سنوضحها لك في النقاط التالية:
1ـ قد غلب على ظنك أن الخارج أثناء النوم مذي, وهو لا يبطل الصيام, ولو خرج منك يقظة على الراجح من أقوال أهل العلم، كما سبق في الفتوى رقم: 93422.
وحتى لوكان الخارج أثناء النوم منيا, فإنه لا يبطل الصيام، وانظر الفتوى رقم: 127653.
2ـ وضع اللاصق على الذكر، لا يعتبر من قبيل الاستمناء، إذا لم يصدر منك ما يدل على قصد استخراج المني, وقد ذكرنا ضابط الاستمناء في الفتوى رقم: 333739.
3ـ ما أقدمتَ عليه من الاغتسال، لا يلزمك، بل هو من تأثير الوسوسة, ولا يبطل صيامك, فإن خروج المذي لا يوجب الغسل, وقد ذكرنا موجبات الغسل في الفتوى رقم: 26425.
كما ذكرنا مبطلات الصيام مفصلة في الفتوى رقم: 7619.
4ـ ما فعلته من تهدئة نفسك، لا يبطل صيامك, وليس من قبيل التردد في النية, مع أن التردد في قطع نية الصيام، لا يبطله، كما سبق تفصيله في الفتوى رقم: 141223.
فتبين مما سبق أن صيامك لهذا اليوم صحيح, ولا قضاء عليك, ولم يكن يجب عليك اغتسال.
وأما سؤالك الثاني: فأدخله بشكل مستقل؛ لتتسنى إجابتك عنه، كما هي سياسة الموقع.
والله أعلم.