الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشاهد في قوله تعالى: "وشهد شاهد من بني إسرائيل"

السؤال

قال الله تعالى: (وشهد شاهد من بنى إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم). فيمن نزلت تلك الآية؟ وهل هناك خلاف بين المفسرين مع ذكر الدليل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد اختلف المفسرون في هذا الشاهد الإسرائيلي المشار إليه في قوله سبحانه: وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ [الأحقاف: 10] من هو؟ فقيل: إنه رجل منهم كان بمكة، واختار هذا القول ابن جرير، وحجته أن السورة كلها مكية بالإجماع، كما نص عليه الشوكاني، وقيل: إن الشاهد هو الصحابي الجليل عبد الله بن سلام، وبه قال الحسن، وقتادة، وعكرمة، ولعل هذا القول هو الصحيح، لحديث عوف بن مالك -رضي الله عنه- الذي رواه أحمد، وصححه الألباني وفيه... حتى إذا كدنا أن نخرج، نادى رجل من خلفنا كما أنت يا محمد، فأقبل، فقال ذلك الرجل: أي رجل تعلمون فيكم يا معشر اليهود؟ قالوا: والله ما نعلم أنه كان فيها رجل أعلم بكتاب الله منك، ولا أفقه منك، ولا من أبيك قبلك، ولا من جدك قبل أبيك، قال: فإني أشهد له بالله أنه نبي الله الذي تجدونه في التوراة، قالوا: كذبت، ثم ردوا عليه قوله، وقالوا فيه شرًا، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كذبتم، لن يقبل قولكم، أما آنفا فتثنون عليه من الخير ما أثنيتم، ولما آمن كذبتموه وقلتم فيه ما قلتم، فلن يقبل قولكم، قال: فخرجنا ونحن ثلاثة: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأنا، وعبد الله بن سلام، وأنزل الله -عزَّ وجلَّ- قوله: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني