الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير قوله تعالى: "سلفا ومثلًا للآخرين"

السؤال

أريد تفسير قوله تعالى: سلفًا ومثلًا للآخرين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فيقول الله -عزَّ وجلَّ-: فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ* فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ [الزخرف:56].

وذلك بعد بيان ما حصل بين موسى وفرعون وقومه، من تكذيبهم له، وعتوهم في الكفر، فعقب على ذلك بهاتين الآيتين اللتين تشتملان على المقصود من القصة، وهي أمور ثلاثة، يترتب بعضها على بعض وهي: الانتقام، فالإغراق، فالاعتبار بهم في الأمم من بعدهم، والمقصود هنا بيان معنى قوله تعالى: فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ، أي فجعلنا إهلاك قوم فرعون قدوة لمن عمل بعملهم من الكفار في استحقاق العذاب لأجل الاعتبار بهم.

قال الفرَّاء والزجاج: جعلناهم متقدمين سابقين ليتعظ بهم الآخرون اللاحقون. انتهى.

ثم قال -عزَّ وجلَّ-: وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ. أي حديثاً عجيباً يسير بين الناس مسير الأمثال، فهو عبرة لهم ليعلموا أنهم إن عملوا مثل عملهم أصابهم مثل ما أصابهم.

ويمكن للأخ الكريم حينما يريد أن يعرف معنى آية أو تفسيرها، أن يرجع إلى كتب التفسير المعتمدة، كابن كثير، والقرطبي، ونحوهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني