السؤال
اختلفنا أنا وصديق لي حول استخدامه للواسطة في أحد المطاعم، فقد أخذ دور غيره من الزبائن، وذلك في رأيي يعد تعديًا على حقهم، فقال: إنه فعل ذلك لأنه كان متعبًا منذ يومين، واستند إلى قاعدة: "الضرورات تبيح المحظورات"، وأنا أرى أنه من الباطل الاستناد على تلك القاعدة؛ لانتفاء وجود ضرورة من الأساس، فما رأيكم؟
كما أنه استند لحديث رواه أبو داود، وغيره من حديث جَابِرٍ، قَالَ: خَرَجْنَا فِي سَفَرٍ، فَأَصَابَ رَجُلًا مِنَّا حَجَرٌ، فَشَجَّهُ فِي رَأْسِهِ، ثُمَّ احْتَلَمَ، فَسَأَلَ أَصْحَابَهُ، فَقَالَ: هَلْ تَجِدُونَ لِي رُخْصَةً فِي التَّيَمُّمِ؟ فَقَالُوا: مَا نَجِدُ لَكَ رُخْصَةً وَأَنْتَ تَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ، فَاغْتَسَلَ، فَمَاتَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُخْبِرَ بِذَلِكَ، فَقَالَ: قَتَلُوهُ، قَتَلَهُمْ اللَّهُ، أَلَا سَأَلُوا إِذْ لَمْ يَعْلَمُوا؛ فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالُ؟ إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيهِ أَنْ يَتَيَمَّمَ، وَيَعْصِبَ عَلَى جُرْحِهِ خِرْقَةً، ثُمَّ يَمْسَحَ عَلَيْهَا، وَيَغْسِلَ سَائِرَ جَسَدِهِ. فأي تشابه بين رجل متعب منزله قريب، وبين رجل مفتوح الرأس كان في غزوة؟