السؤال
هل من رأى مصحفا في موضع به نجاسة ولم يرفعه يكفر، بقول جميع العلماء، حتى وإن كان بدون استخفاف، أم يوجد قول بعدم كفره إذا شق الأمر كثيرا؛ فإن أهلي لا يقتنعون بنجاسة الأماكن، ولا يصدقونني عندما أقول لهم، وأنا مصابة بسلس البول؛ لذلك أعلم بوجود النجاسة؟
وما حكم من أمسك المصحف ويده بها نجاسة، بدون قصد الاستخفاف؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإمساك المصحف بيد متنجسة، محرم، وليس كفرا، ما لم يقصد الاستخفاف، وتنظر الفتوى رقم: 322414.
وأما ترك المصحف في المكان النجس، فهو معصية، ومن العلماء من أطلق كفر فاعل هذا، وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 46057 أنه يكون كفرا إذا صحبه قصد الاستخفاف بالمصحف.
هذا، ولا يفوتنا أن ننبهك إلى أن الأصل طهارة الأماكن كلها، ما لم تعلم نجاستها بيقين، فكل مكان لم تتيقني يقينا جازما تستطيعين أن تحلفي عليه، أنه نجس، فالأصل طهارته، فاستصحبي هذا الأصل، واعملي به، ثم الواضح أنك موسوسة، ومن ثم فنحن ننصحك بترك الوساوس والإعراض عنها، وتجاهلها؛ فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم، وانظري الفتوى رقم: 51601.
والله أعلم.