الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يؤتين الإسلام من قِبلكم

السؤال

سؤالي بخصوص الأسهم
يوجد اثنان من البنوك لتقديم الخدمة عن طريق الإنترنت وهم بنك الراجحي وهو إسلامي والبنك السعودي الأمريكي، البنك الأمريكي بنصف سعر الراجحي بـ 500 ريال والراجحي بـ1000 ريال، والأمريكي أفضل من ناحية الخدمة والسرعة والدقة وغير ذلك، الراجحي عيوبه كثيرة، أبغيكم تفتوني هل يجوز أن أشترك مع البنك الأمريكي لمصلحتي؟ ودمتم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا يجوز للمسلم أن يشترك مع بنك ربوي بحال من الأحوال إلا في حالة الضرورة، وهي هنا مفقودة. فقد عظم الله تعالى تحريم الربا وتوعد صاحبه بالحرب والمحق في الدنيا، والعذاب الأليم في الآخرة إذا لم يتب منه مرتكبه، فقال جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ [البقرة:278-279]. وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء. فنصيحتنا للسائل الكريم أن يبتعد عن البنوك الربوية، وأن يبحث عن بديل شرعي أحسن معاملة من البنك المذكور. ومن هنا نوجه نداء إلى إخواننا العاملين في المصارف الإسلامية والقائمين على الاقتصاد الإسلامي عامة، والحريصين على نجاحه أن يتقوا الله تعالى، ويحسنوا من معاملاتهم وييسروا على المسلمين، ويقدموا لهم ما استطاعوا من خدمات ترغبهم في التعامل معهم، فإذا لم يستطيعوا التفوق على البنوك الربوية، فلا يقبل أن يكونوا أقل منها خدمة وأسوأ معاملة. ولتعلموا إخواننا الكرام أنكم مرابطون على ثغر من ثغور الإسلام فلا يؤتين الإسلام من قبلكم، ولا تنفروا عوام المسلمين من التعامل معكم، ويسروا على عباد الله رغبة في ما عنده وخدمة لمهنتكم وإنجاحاً لمؤسساتكم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً، فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به رواه مسلم قال النووي رحمه الله تعالى: هذا من أبلغ الزواجر عن المشقة على الناس وأعظم الحث على الرفق بهم، وقد تظاهرت الأحاديث بهذا المعنى. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني