الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كتابة رواية فيها وصف لشعور النساء أو ملابسهن دون صور لهن

السؤال

أنا شخص أهوى كتابة الروايات الخيالية، وأتمنى أن أتكسب منها مستقبلًا، ولقد سبق لي أن قرأت حكم هذا الأمر في هذا الموقع.
ومما فهمت أن بعض العلماء يحرمها، والبعض يبيحها، بشرط أن تكون خالية مما يخالف الشرع، وألا تدعو لمنكر.
ولكن النقطة الأخيرة هي ما تحيرني حاليًّا، فما هي هذه المنكرات التي يجب عليّ تجنبها وأنا أكتب الرواية؟ فمثلًا: هل حرام أن أجعل شخصيات النساء في قصتي لا يلبسن الحجاب؛ لأنني لا أرى من المنطقي أن أجعلهن كلهن يلبسن الحجاب؛ لأن قصتي في النهاية تتكلم عن عالم خيالي ليس له صلة بالإسلام، ولا دين آخر، ولا أظن أني إن قلت: إن هذه الشخصية لديها شعر أسود طويل مثلًا، سيكون دعوة ضد الحجاب، ويؤدي إلى تشجيع النساء في الواقع لتركه، والله أعلم، مع العلم أنني لست ضد الحجاب، وأحاول قدر المستطاع ألا يكون هناك شيء في القصة يخالف الشريعة، ولكن التفاصيل الصغيرة مثل هذه يمكن أن تؤدي إلى تغييرات كثيرة في القصة.
في النهاية: آسف على الأسئلة الغريبة، ولكني قد قطعت شوطًا طويلًا في الرواية، ومسألة نشرها مسألة وقت -إن شاء الله- ولا أريد أن أدخل في حرام.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يوفقك، وأن يزيد حرصًا على التزام أحكام الشرع.

وأما بخصوص كتابة القصص الخيالية: فقد قلنا: إنها جائزة، إذا خلت من المحاذير الشرعية، كالدعوة إلى الشر والفساد، وتزيين المنكر، والترويج للباطل، ومجرد كتابة رواية فيها وصف لشعور النساء، أو ملابسهن، بدون صور لهن، لا يلزم منه تزيين للتبرج، أو دعوة للسفور والعري، فقد أجاز الفقهاء ما هو أبلغ من ذلك، كالتشبيب بامرأة غير معينة، بذكر محاسنها، ما لم يفحش، وانظر الفتوى رقم: 64626.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني