السؤال
هل كان منصب سيدنا يوسف بعد خروجه من السجن هو عزيز مصر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن يوسف عليه الصلاة والسلام لما خرج من السجن واستدعاه ملك مصر أدرك في نفسه القدرة على تحقيق مصالح الناس بالإشراف على ما يتعلق بأقواتهم، فسأل الملك توليته على ذلك فأجابه إلى ما سأل، قال الله تعالى حكاية عن يوسف: قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ [يوسف:55]. قال الإمام ابن كثير في تفسيره: وسأل العمل بقدرته عليه ولما فيه من المصالح للناس، وإنما سأله أن يجعله على خزائن الأرض وهي الأهرام التي يجمع فيها الغلات لما يستقبلونه من السنين التي أخبرهم بشأنها فيتصرف لهم على الوجه الاحوط والأشد، فأجيب إلى ذلك رغبة فيه أو تكرمة له. انتهى. لكن يوسف عليه السلام تحول بعد ذلك إلى منزلة عزيز مصر، قال الله تعالى حكاية عن إخوة يوسف مخاطبين له: قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف:78]. قال الإمام القرطبي في تفسيره: خاطبوه باسم العزيز إذ كان في تلك اللحظة عزيزاً لمصر بعد عزل الأول أو موته. انتهى. والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني