الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير "وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ.."

السؤال

نريد تفسير: (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم) هل هي عامة على كل قوي أو جميل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقول الله تعالى في سياق الحديث عن المنافقين: وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ [المنافقون:4]. يعني أن للمنافقين أجساماً تعجب من يراها لما فيها من النضارة والرونق، قال الإمام ابن كثير رحمه الله: وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ، أي وكانوا أشكالاً حسنة وذوي فصاحة وألسنة، يصغى إلى قولهم لبلاغتهم، وهم مع ذلك في غاية الضعف والخور والهلع والجبن، ولهذا قال الله تعالى: يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ. انتهى. ومن هذا تعلم أنها ليست عامة على كل قوي وجميل، وإنما هي خاصة بالمنافقين الذين كانت صورهم حسنة، وبواطنهم خواء من الإيمان. وليس المراد بذلك ذم القوة أو الجمال، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف. وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: إن الله جميل يحب الجمال. رواهما مسلم. إنما المقصود ذم حسن الظاهر مع خراب الباطن، ولذلك وصفهم الله سبحانه بقوله: كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ [المنافقون:4]. قال القرطبي: شبههم بخشب مسندة إلى الحائط لا يسمعون ولا يعقلون، أشباح بلا أرواح، وأجسام بلا أحلام. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني