السؤال
أولًا: أود أن أشكركم على جهودكم في هذا الموقع المبارك، الذي نفع الله به كثيرًا من العباد في شتى أنحاء البلاد -نفع الله بكم الأمة وجعله في ميزان حسناتكم-.
سؤالي هو: ما هدف الشيطان في الحياة الدنيا من شهوة الفرج من استمناء، وزنى لإغواء بني آدم؟ وما هي أضرارها وعواقبها إذا استغلت في الحرام؟ أرجو الإجابة بالتفصيل الممل.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فغاية الشيطان التي أقسم عليها بعزة الله تعالى هي إغواء بني آدم، كما قال الله تعالى حكاية عنه: قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ {ص:82}، وبأي سبيل أمكنته تلك الغواية، فإنه لا يألو جهدًا في اتباعها، ولا يدخر وسعًا في إضلال بني آدم ما أمكنه، فغايته أن يوقعهم في الحرام، سواء بالشبهات أم الشهوات، وقد بين ابن القيم طرقه التي يتدرج فيها في الغواية والإضلال -بدءًا بدعوتهم إلى الشرك، وانتهاءً بتسليط أذى الخلق على عباد الله الصالحين- في كتابه مدارج السالكين.
ومن خطواته التي يدعو الغاوين إلى اتباعها: اللهث وراء شهوة الفرج، وصرفها فيما حرم الله تعالى؛ ولذا خشي النبي صلى الله عليه وسلم هذه الشهوات، فقال: إِنَّ مِمَّا أَخْشَى عَلَيْكُمْ شَهَوَاتِ الْغَيِّ فِي بُطُونِكُمْ، وَفُرُوجِكُمْ، وَمُضِلَّاتِ الْفِتَنِ. أخرجه أحمد من حديث أبي برزة -رضي الله عنه-.
ووعد النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة من حفظ فرجه، ولسانه، كما في الصحيح، والنصوص في هذا المعنى كثيرة.
وأما أضرار الانسياق وراء شهوة الفرج بدرجاتها المختلفة، فحسب العبد أن ذلك معصية لله تعالى، ويخشى أن يترتب على انسياقه وراء تلك الشهوات بعض آثار المعاصي المدمرة، والتي أطنب ابن القيم في بيانها في الداء والدواء، فانظره، فإنه مهم.
وحسب العاصي أنه يعرض نفسه لسخط الله، وعقوبته في الدنيا والآخرة، ويحرم نفسه توفيق الله تعالى، ومعونته، التي وعد بها أهل طاعته، ويسلك نفسه في زمرة أولياء الشيطان، ويخرجها من عداد أولياء الرحمن، الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
هذا؛ وللزنى خاصة عقوبات وآثار خطيرة على الفرد والمجتمع، وانظر الفتوى رقم: 156719.
والاستمناء ليس كالزنى، ولكنه محرم على الصحيح، ويخشى على فاعله المصرّ عليه أن يتعرض لعقوبة الله، وخزيه، وسخطه، فإن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة.
والله أعلم.