السؤال
معنى الإحسان في القرآن
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فقد جاءت كلمة الإحسان في القرآن الكريم كلمة جامعة بحيث شملت الحياة كلها، كعلائق الإنسان بخالقه جل وعلا، وعلائقه بالمخلوقات قاطبة، ومن ذلك قول الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَان [النحل:90]. قال الشوكاني في تفسيره نقلا عن ابن جرير وغيره: أجمع آية في كتاب الله للخير والشر: الآية التي في النحل: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَان [النحل:90]. ثم إن الله تعالى بعد أن أمر بالإحسان على العموم خص أناسا بعينهم في قوله سبحانه: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ [النساء:36]. وبين المولى سبحانه في آية أخرى شمولية عدله وحكمته في جزائه لكل محسن، برا كان أو فاجرا: هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ [الرحمن:60]. قال ابن عطية في تفسيره: ومن أهل العلم من اعتبر الآية شاملة للبر والفاجر، أي بمعنى أن البر يجازى في الآخرة، وأن الفاجر في الدنيا. والله أعلم.
بحث عن فتوىيمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني