السؤال
توصلت بعد التفكر والقراءة إلى أمرين، وأريد المساعدة في الثالث:الأول: وجدت أن كل الأمور والقوانين لحد الآن تؤدي إلى وجود خالق حكيم.والثاني: وجدت أن كل الأمور لحد الآن تؤدي إلى صدق محمد بأنه رسول.وأريد المساعدة في كيفية تصديق المُرسَلُ، بأنه الخالق، وأن علينا أن نطبق كل ما أرسله لنا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجواب السؤال الثالث ينبني على النتيجة الثانية التي توصلت إليها، وهي اعتقادك صدق محمد -صلى الله عليه وسلم-، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخبرك أنه مرسل من عند الله، خالق هذا الكون الذي لا خالق له سواه.
قال الله تعالى آمراً محمداً -صلى الله عليه وسلم-: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [الأعراف:158].
وهذا الرسول الصادق أخبرنا أن الله افترض علينا طاعته وتصديقه في ما يخبر به عن الله تعالى، وقد يتبادر إلى ذهنك سؤال، وهو كيف يوقن المُرسَل "الرسول" أن من يخاطبه ويأمره هو الله خالق الكون؟
فجوابه: أن الله تعالى يطلع الرسول ويعطيه من الآيات ما يجعله يعتقد جازماً أن مرسله هو الله -جلَّ وعلا-، قال الله تعالى عن نبيه موسى -عليه الصلاة والسلام-: قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى* فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى [طـه:19-20]. وقال: لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى* اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى [طـه:23-24]. وقال عن محمد -صلى الله عليه وسلم-: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الإسراء:1].
والله أعلم.