الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهلها يسكنون بيتا تملك نصفه فهل تلزمهم بدفع الضريبة العقارية

السؤال

أنا امرأة متزوجة، وأسكن في بيت زوجي في المهجر.
البيت الذي يسكنه أهلي حاليا، قمت أنا ووالدي بشرائه في كندا، قبل أن أتزوج، قبل 7 سنوات. دفعت أنا نصف مبلغ البيت، ودفع والدي النصف الآخر من سعر البيت.
يسكن أهلي وأختي في البيت، علما بأنهم متمكنون ماديا، وأسكن أنا في بيت زوجي منذ 5 سنوات. تبلغ رسوم الضريبة على البيت مبلغ 6 آلاف دولار أمريكي بالسنة. واعتدت أنا على دفعها نيابة عن أهلي قبل الزواج، وإلى يومنا هذا.
أهلي متمكنون ماديا، وكذلك أختي موظفة، ولها راتب، ولكنها مطلقة، ومسؤولة كليا عن طفلة. وهم يتكفلون بمصاريفهم من مأكل، وسداد كل المصاريف من غاز وكهرباء. الخ.
أخاف من الله إن طالبت أهلي بأي التزام تجاه نصيبي من البيت سواء كان إيجارا عن سكناهم بالبيت، باعتبار أن لهم نصف البيت شرعا، وأقوم بدفع مبلغ الضريبة كاملا عنهم، وبذلك ليس لدي أي نفع مادي مما أملك من البيت، بل أصبحت أشعر بأنه عبء مادي.
بماذا تنصحوني: هل أستمر في دفع مبلغ الضريبة، وأطلب العوض من الله، أو أفاتحهم بأنهم يجب أن يتولوا دفع رسوم الضريبة، علما بأن أهلي يتخذون موقفا عدائيا مني، بمجرد شعورهم أني أستثقل أي رسوم أو مصاريف خاصة بالبيت؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنود أن نبين أولا: أن هنالك تفصيلا في حكم الضرائب، سبق بيانه في الفتوى رقم: 5811.

فإذا كانت الضرائب تؤخذ على وجه غير مشروع، فلا يجوز للمسلم دفعها، إلا إذا أجبر عليها.

فإن كانت الدولة تفرض هذه الضرائب على العقار وليس على ساكنه، فالذي يدفعها هو مالكه، وهو هنا أنت وأبوك، ولا يلزم من يسكنون هذا البيت ممن ذكرت دفعها. ولكن لك الحق في المطالبة بأن يكون سكناهم في البيت على سبيل الإجارة، وأخذ نصيبك من أجرته.

وليس لأهلك إلزامك بدفع ما لا يلزمك دفعه من المال، أو السكوت عن حقك في غلة نصيبك من البيت. وننصح بتحري الحكمة، والحذر من كل ما يكون سببا للبغضاء، ويؤدي إلى الشقاق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني