الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في وصف شخص بأنه عظيم

السؤال

هل يوجد علماء تكلموا عن حكم قول كلمة: عظيم، لشخص؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فلا حرج في وصف شخص ما بأنه عظيم، إذا كان مُعظَّما عند قومه أو غيرهم من الناس، ففي الحديث المتفق عليه في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم لهرقل ملك الروم حين دعاه إلى الإسلام: فَإِذَا فِيهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ: سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الهُدَى، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلاَمِ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ.... إلخ.
قال ابن حجر في الفتح: وَالْمُرَادُ مَنْ تُعَظِّمُهُ الرُّومُ، وَتُقَدِّمُهُ لِلرِّيَاسَةِ عَلَيْهَا .. اهـ.

وفي تحفة الأحوذي: لَمْ يَقُلْ إِلَى هِرَقْلَ فَقَطْ، بَلْ أَتَى بِنَوْعٍ مِنَ الْمُلَاطَفَةِ، فَقَالَ عَظِيمَ الرُّومِ، أَيِ الَّذِي يُعَظِّمُونَهُ وَيُقَدِّمُونَهُ ... اهـ.
سئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- أن بعضاً من الناس يكتب في خطاباته لأخيه مثلاً أو لوالده، فيقول مثلاً: والدي العزيز، أو أخي القدير، أو أختي الكريمة، وغير ذلك من أسماء الله الحسنى. هل هذا العمل فيه شيء؟
فأجاب رحمه الله تعالى: نعم، هذا ليس فيه شيء، ليس فيه شيء، بل هو من الجائز؛ قال الله تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) وقال تعالى: (وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الكريم، ابن الكريم، ابن الكريم: يوسف) فهذا دليل على أن مثل هذه الأوصاف تصح لله ولغيره، لكن اتصاف الله بها لا يماثله شيء من اتصاف المخلوق بها؛ فإن صفات الخالق تليق به، وصفات المخلوق تليق به. وقول القائل لأبيه أو أمه أو صديقه العزيز، يعني أنك عزيز عليّ غال عندي، وما أشبه ذلك، ولا يقصد بها أبداً الصفة التي تكون لله، وهي العزة التي لا يقر بها أحد، وإنما يريد أنك عزيز عليّ، وغالٍ عليّ، وما أشبه هذا. اهــ.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني