السؤال
أريد -بإذن الله- أن أداوم على قراءة سورة البقرة، ولكن لديّ بعض الأسئلة:
إذا قرأت السورة، فكيف تكون نيتي هل تكون لله، أو بنية تحقيق أمر لي؟
إذا قسمت السورة على اليوم، وبين القسمين شاهدت التلفاز، أو الهاتف، كاليوتيوب، ومقاطع للشباب، فهل هذا حرام؟ وإذا قسمتها فهل لا أفعل، ولا أرى حرامًا؟ ساعدوني -بارك الله فيكم-.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد ثبت الترغيب في قراءة سورة البقرة, فينبغي للمسلم المواظبة على قراءتها، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 109635.
وينبغي أن تقصدي بتلاوة سورة البقرة، (وكذا سائر الطاعات): التقرب إليه سبحانه وتعالى، وابتغاء مرضاته، ولا بأس مع ذلك بنية الحصول على الثواب الموعود في تلاوة القرآن، مع نية طرد الشياطين مثلًا، ولا ينافي ذلك الإخلاص، وإن كان تمحيض العمل للقربة، أولى وأكمل، وانظري تفصيل القول، وبعض كلام أهل العلم في هذا المعنى، في الفتوى رقم: 129078.
ويجوز لك قراءة سورة البقرة مجزأة، بحيث تقسمينها قسمينِ أو أكثر، فتفصلين بين أجزائها، أو مقاطعها بما هو مأذون فيه شرعًا، لكن من الأفضل قراءة ما يريد الإنسان قراءته متتاليًا من غير فصل، قال السيوطي في كتاب الإتقان: يكره قطع القراءة لمكالمة أحد، قال الحليمي: لأن كلام الله لا ينبغي أن يؤثر عليه كلام غيره. وأيده البيهقي بما في الصحيح: كان ابن عمر إذا قرأ القرآن، لم يتكلم حتى يفرغ منه. ويكره أيضًا الضحك، والعبث، والنظر إلى ما يلهي. انتهى.
وروى أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب: (فضائل القرآن): عن نافع، قال: كان ابن عمر إذا قرأ لم يتكلم حتى يفرغ مما يريد أن يقرأه، قال: فدخل يومًا فقال: أمسك عليّ سورة البقرة، فأمسكها عليه، فلما أتى على مكان منها، قال: «أتدري فيم أنزلت؟» قلت: لا. قال: «في كذا وكذا»، ثم مضى في قراءته. قال أبو عبيد: إنما رخص ابن عمر في هذا؛ لأن الذي تكلم به من تأويل القرآن، وسببه, كالذي ذكرناه عن ابن مسعود أن أصحابه كانوا ينشرون المصحف، فيقرؤون، ويفسر لهم, ولو كان الكلام من أحاديث الناس، وأخبارهم، كان عندي مكروهًا أن تقطع القراءة به. انتهى.
والله أعلم.