الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس كل حديث بين الأجنبيين ضرورة

السؤال

القائمون على موقع إسلام ويب الجميل: أنا أحب فتاة جدا، وعلى علاقة جيدة بها، وقد وعدنا بعضنا أكثر من مرة على أن لا نتكلم مرة أخرى أبدا حتى لا يغضب الله منا، وأن يبارك لنا في علاقتنا، ويجمعنا، وأن أكون مستعدا لدخول بيت أهلها وأطلبها منهم.
ولكن كل فترة لا تقل عن شهر، نتحدث بالمصادفة، وليست محادثة اطمئنان أو كلام عادي، بل هي محادثة ضرورية: تكون لديها مشكلة، أو لدي، وهي تحب أن تحكي لي كل شيء، ثم تنتهي من المشكلة، ولا نتكلم، ولا أتعدى كثيرا حدود الكلام معها.
وبقينا هكذا، كل فترة نتحدث بخصوص أمور ضرورية. هل ذلك لا يجوز؟؟! ولماذا دائما نعود للمحادثة ؟! هل ذلك بسبب الشيطان، أم إن الله لا يريد أن يفرقنا؟!!

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن الصواب قطع هذه العلاقة، وعدم الاستمرار فيها، بل إن قطعها واجب؛ فلا يجوز أن تكون هنالك علاقة عاطفية بين رجل وامرأة أجنبية عنه، كما سبق وأن بينا في الفتوى رقم: 30003، والفتوى رقم: 4220.

وقد أحسنتما بالحرص على الابتعاد مما يسخط الله تعالى، فاثبتا على ذلك، ونسأله سبحانه الرضا عنكما، وأن يجمع بينكما على خير.

والمحادثة بين الأجنبيين من أعظم دواعي الفتنة، ولذا جاء عن أهل العلم المنع منها، والتنبيه على خطرها، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 21582.

وتجوز المحادثة للحاجة، مع مراعاة الآداب الشرعية، والبعد عما يؤدي للفتنة. ولا نظن أن هنالك حاجة لأن تحكي لك أنت على وجه الخصوص مشكلتها، إذ يمكنها أن تحكي ذلك لغيرها من قريباتها أو صديقاتها، فنخشى أن يكون هذا مدخلا للشيطان، وخاصة مع تكرره، وربما استمراره لمدة طويلة فيما يبدو، فكونا على حذر حتى ييسر الله لكما أمر الزواج؛ فالسلامة لا يعدلها شيء.

وقولك:" أم إن الله لا يريد أن يفرقنا "، نقول فيه: إن ما عند الله غيب، ولا يعلم الغيب إلا هو سبحانه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني