الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لمطلقة لا تملك شيئا ولا تريد تكفف الناس

السؤال

الإخوة الأعزاء في هذا الموقع المبارك، جزاكم الله خيرا على هذا الجهد.
أنا مطلقة حديثا، وعندي بنت، وأنا الآن حامل، ولا مأوى، ولا أي نوع من أنواع مقومات الحياة. وأعيش مؤقتا عند صديقة لي، ولا أجد عملا ولا أريد أن أتكفف الناس.
لجأت إلى الله تعالى، وأدعوه ليلا ونهارا.
سؤالي: ما الذي يمكنني فعله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك وييسر أمرك، ويفرج كربك. ومن أهم ما نوصيك به الصبر، فللصبر كثير من الفضائل والعواقب الحميدة، وسبق لنا ذكر بعضها في الفتوى رقم: 18103.

وعليك أيضا بالدعاء، فالله سبحانه هو من يجب دعوة المضطر، وهو الذي يكشف عن الناس الضر، كما أخبر في كتابه حيث قال: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.

ومن الحلول أيضا رجوعك إلى زوجك إن كان ذلك ممكنا، ففي ذلك مصلحة الأسرة جميعا، وخاصة هذه البنت التي رزقكما الله إياها، فاجتماع شمل الأسرة له أثر طيب في حياة الأبناء، كما أن في افتراق الأبوين آثارا سيئة في الغالب. وربنا تبارك وتعالى قد ندب إلى الإصلاح، فقال: وَالصُّلْحُ خَيْرٌ {النساء:128}.

وإن لم يكن من سبيل لرجوعك لمطلقك، فاستعيني بالثقات من إخوانك وأخواتك المسلمين، ليعينوك في توفير مقومات الحياة.

هذا مع اجتهادك في البحث عن عمل يتناسب مع النساء؛ ليكون مصدرا للرزق، وقد كانت نساء الصحابة يعملن ويكتسبن، روى مسلم عن جابر بن عبد الله -رضي الله- قوله: طلقت خالتي، فأرادت أن تجد نخلها، فزجرها رجل أن تخرج، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: بلى، فجدي نخلك؛ فإنك عسى أن تصدقي، أو تفعلي معروفا.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني