السؤال
نحن طلبة في الجامعة نصلي الصلوات الخمس في المسجد -بفضل الله، ومنّته-، إلا أن المسجد بعيد عنا، والإمام يطيل؛ فنأخذ ما يقارب 30 دقيقة لكل صلاة أو أكثر، وقد يجد الإنسان الأصحاب ويتكلم، وقد تضررنا، وتدنّت علاماتنا، وقصّرنا في حفظ القرآن، وطلب العلم الشرعي، ومنا من يدرس الهندسة، وهناك مصلى في المسكن أنشأه المسؤول عن السكن وهو جديد، ولم نصلّ فيه أبدًا، ويعاتبنا قائلًا: الدِّين ليس هكذا -يريد منا أن نصلّي معه في المصلى-، مع العلم أن السكن كبير، ولا يقيم أحد الصلاة في المسجد، ولا المصلى، وعندما ندعو أحدًا للمسجد يقول: إنه بعيد، فهل نقيم الصلاة في السكن لدعوتهم للمصلى؟ وهل ينقص من أجورنا إن صلينا في المصلى، مع عدم الانقطاع عن الجامع بتاتًا، -ستكون صلاة الفجر في المسجد بإذن الله-؟ وهل المداومة على الصلاة في المسجد من التقوى والورع، أم إنها من تلبيس الشيطان؛ لما في ذلك من الضرر الحاصل؟ وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولًا: أن الجماعة واجبة على ما نفتي به، ثم إن المسجد لا يتعين لفعلها، بل في أي مكان فعلت حصل المقصود، وبرئت الذمة، وانظر الفتوى: 128394.
وعليه؛ فذمتكم تبرأ، ولا يلحقكم إثم بالصلاة في هذا المصلى، ولكن يبقى النظر في الأفضل والأولى لكم، ولا شك أن الأصل كون الصلاة في المسجد أفضل وأعظم أجرًا.
لكن إن احتفت بالصلاة في المصلى أمور ترجّح فعل الصلاة فيه، كانت أولى، كأن كان في ذلك دعوة لبعض من لا يصلون، وحمل لهم على فعل الصلاة، فصلاتكم معهم في المصلى ترغيبًا لهم أولى، قال الخطيب الشربيني في مغني المحتاج: لَوْ كَانَ إذَا ذَهَبَ إلَى الْمَسْجِدِ وَتَرَكَ أَهْلَ بَيْتِهِ لَصَلَّوْا فُرَادَى، أَوْ لَتَهَاوَنُوا، أَوْ بَعْضُهُمْ فِي الصَّلَاةِ، أَوْ لَوْ صَلَّى فِي بَيْتِهِ لَصَلَّى جَمَاعَةً، وَإِذَا صَلَّى فِي الْمَسْجِدِ صَلَّى وَحْدَهُ؛ فَصَلَاتُهُ فِي بَيْتِهِ أَفْضَل. انتهى.
وأما مسألة المذاكرة، فأمر يستطاع ضبطه بشيء من الحزم، والجد مع النفس، بألا يطيل المكث والكلام مع الأصدقاء، بل يصلي وينصرف من فوره.
والله أعلم.