الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تصميم تطبيق لنشر نتائج لاعبي الكوتشينة

السؤال

أنا أعمل كمبرمج مواقع, وطلب مني أحدهم أن أعمل موقعا إلكترونيا له مقابل مبلغ مادي.
الموقع الإلكتروني سيكون للإعلان عن تطبيق للهاتف المحمول؛ حيث يقوم التطبيق بتسجيل النتائج للأشخاص الذين يلعبون الورق (الشدّة), فقط يسجل نتائج، ولا يتم اللعب عن طريق التطبيق.
علما أن التطبيق ليس من برمجتي، وليس لي علاقة به، وكل ما هو مطلوب مني أن أعمل موقعا إلكترونيا سيكون فيه شرح عن التطبيق، وما هو عمله.
فما هو حكم برمجة مثل هذا موقع؟
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فحكم عمل هذا الموقع، وكذلك حكم تصميم هذا التطبيق، تابع لحكم لعب الورق، وهو - على المفتى به عندنا - : مكروه، ولا يحرم إلا إذا اقترن بشيء محرم، كالقمار وتضييع الواجبات. وراجع في ذلك الفتويين: 1825، 128995.

والبرامج التي يمكن أن تستخدم على وجه مباح، وعلى وجه محرم، الأصل هو جوازها، وراجع في ذلك الفتوى: 146069.

وعلى ذلك؛ فلا يطلق الحكم بتحريم تصميم مثل هذا الموقع، أو ذاك التطبيق، ولكن يبقى أن الأفضل هو البعد عن مثل هذه الأمور؛ نظرا لكثرة الاستعمال المحرم وشيوعه. ثم لكون أصل اللعب بالورق مما اختلف فيه أهل العلم المعاصرون، وقد ذهب جماعة منهم إلى القول بالحرمة، ولو لمجرد التسلية من دون عوض، ومن هؤلاء أعضاء اللجنة الدائمة للإفتاء.

وقال الشيخ ابن عثيمين - كما في فتاوى نور على الدرب -: لعبة الورقة صرح بعض مشايخنا بأنها حرام، وممن يصرح بذلك شيخنا عبد الرحمن بن سعدي -رحمه الله-؛ لأنها تلهي كثيرا، وتشغل عن أمور أهم منها، إن كان لها أهمية. اهـ.

وقد رجح التحريم الباحث مادون رشيد في كتابه (قضايا اللهو والترفيه)، والباحث عبد الناصر ميلاد في رسالته للدكتوراة (البيوع المحرمة والمنهي عنها)، وقال: ورق اللعب المعروف "بالكوتشينة" تنعدم فيه المقاصد الشرعية من الترويح والترفيه، فلا توجد بها مهارة جهادية، ولا خبرة علمية، ولا فائدة اجتماعية، ولا استراحة نفسية تهدأ فيها الأعصاب وترتاح بها النفوس، وهي لعبة مجردة من كل خير، بل فيها محض هرج وجدل وقتل وقت، ترتكز على التخمين، فشابهت النرد، وتفضي إلى الخصام والشجار فشابهت الخمر والقمار .. وبناءً على هذا: فإن الكوتشينة حرام في تناولها باللعب والبيع، لأنها تعتمد على ما يقع في يد اللاعب من ورق أو صور معينة فأساسها الحرز والتخمين. اهـ.

ومن القواعد التي ذكرها الدكتور وليد الودعان في بحثه (القواعد والضوابط الفقهية الحاكمة لباب اللهو واللعب والترفيه) قاعدة: "ما كان المعتمد فيه الحزر والتخمين حرام، وما كان المعتمد فيه الفكر والحساب حلال".

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني