الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا فتاة عزباء عمري 36 سنة، دائما يغلبني التفكير الجنسي فقط، وتكون النتيجة ذلك نزول الإفرازات، وأنا لا أعلم، هل آثم بالتفكير به؟ وخاصه أني لن أتزوج أبدًا، فهل يحرم التفكير؟ ويعد ذلك زناً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فتعمّد التفكّر في المعاشرة الجنسية، واستدعاء التخيلات الخاصة بها؛ غير جائز، أما إذا غلب الفكر والتخيلات على النفس دون استدعاء فلا مؤاخذة بها، كما بينا ذلك في الفتوى : 160587
لكن ينبغي مدافعة هذا الفكر والتخيلات، وعدم الاسترسال معها حتى لا تؤدي إلى فساد وفتنة.

قال ابن القيم –رحمه الله- في طريق الهجرتين : قاعدة في ذكر طريق يوصل إلى الاستقامة في الأحوال والأقوال والأعمال، وهي شيئان: أحدهما حراسة الخواطر وحفظها والحذر من إهمالها والاسترسال معها، فإن أصل الفساد كله من قبلها يجيء لأنها هي بذر الشيطان والنفس في أرض القلب، فإذا تمكن بذرها تعاهدها الشيطان بسقيه مرة بعد أخرى حتى تصير إرادات ثم يسقيها بسقيه حتى تكون عزائم ثم لا يزال بها حتى تثمر الأعمال. انتهى
واعلمي أنّ الدواء الناجع للشهوة هو الزواج، وإذا خشيت المرأة أن تقع في الحرام، وجب عليها الزواج إن تيسر لها، ولا يجوز لها الإعراض عنه، قال البهوتي –رحمه الله- : وَيَجِبُ النِّكَاحُ بِنَذْرٍ، وَعَلَى مَنْ يَخَافُ بِتَرْكِهِ زِنًا وَقَدَرَ عَلَى نِكَاحِ حُرَّةٍ وَلَوْ كَانَ خَوْفُهُ ذَلِكَ ظَنًّا, مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, لِأَنَّهُ يَلْزَمُهُ إعْفَافُ نَفْسِهِ وَصَرْفِهَا عَنْ الْحَرَامِ , وَطَرِيقُهُ النِّكَاحِ. انتهى
وإذا تعذّر الزواج، فإن عليك أن تصبري، وتستعفي، ومما يعينك على ذلك: الحرص على غض البصر، وسد أبواب الفتنة، والبعد عن كل ما يثير الشهوة، وتقوية الصلة بالله، والاعتصام به، والتوكل عليه، والحرص على مصاحبة الصالحات، وشغل الأوقات بالأعمال النافعة، والإلحاح في الدعاء، مع إحسان الظن بالله فإنّه قريب مجيب، وراجعي الفتوى : 23231.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني