الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الضرورة المبيحة للاستمناء

السؤال

أنا شاب في التاسعة عشرة من عمري أصلّي، وأصوم الاثنين والخميس، وأحيانًا أصوم يومًا وأفطر يومًا؛ للتخفيف من الشهوة، ولا أدخل مواقع التواصل إلا لسؤال دينيّ، ومع هذا تأتيني -كل عشرة أيام، أو كل شهر- شهوة قوية جدًّا، لا أستطيع مقاومتها، فأعمل العادة السرية، للتخلص من هذه الشهوة، لا للتمتع، ودون خيالات، أو صور، وغيرها، فهل هذه ضرورة من الضرورات؟ والفتن في كل مكان، وبأبسط الأثمان، فقد أفتن وأنا في طريقي إلى المسجد، وبعد أن أفعل هذه العادة أتوب، وأستغفر الله 100 مرة، وأقول: سبحان الله وبحمده 100 مرة، وأصلي ركعتين بعد الغسل مباشرة، وأدعو الله سبحانه أن يشفيني، وإخواني المسلمين من هذا المرض. وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز لك الاستمناء للغرض المذكور عند جمهور العلماء، وليس هذا من الضرورة المبيحة للاستمناء، والضرورة المبيحة للاستمناء هي: أن تخشى المرض لو لم تفعله، أو تخشى الوقوع في الزنى، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ونقل عن طائفة من الصحابة، والتابعين أنهم رخصوا فيه للضرورة.

وأما بدون الضرورة، مثل أن يخشى الزنى، فلا يعصم منه إلا به، ومثل أن يخاف إن لم يفعله أن يمرض، وهذا قول أحمد، وغيره.

وأما بدون الضرورة، فما علمت أحدًا رخّص فيه. انتهى.

فعليك أن تستعف، وتقاوم تلك الشهوة، وتصرفها عن نفسك بالذكر، والدعاء، وترك الفكرة في أسبابها، ومخالطة الناس في الخير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني