الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نذر صوم الدهر ثم عجز عن الوفاء

السؤال

نذرت للرحمن صوماً ما دمت حياً)هذا عندما كنت شاباً وقادرا،ً ولكني الآن كبير في العمر ولا أستطيع أن أوفي بهذا النذر، فماذا أعمل؟ وشكراً لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد ذهب كثير من أهل العلم إلى القول بجواز نذر صوم الدهر، قال في أسنى المطالب: فصل ويصح نذر صوم الدهر لأن الصوم عبادة. ، وقال في الإنصاف: لو نذر صوم الدهر لزمه صومه على الصحيح من المذهب. وقال النووي في المجموع: قال أصحابنا لو نذر صوم الدهر صح نذره بلا خلاف، ولزمه الوفاء به بلا خلاف، وتكون الأعياد وأيام التشريق وشهر رمضان وقضاؤه مستثناة. إلا أنه في حال عجز الإنسان عن مواصلة الصوم لكبر أو مرض مزمن لا يرجى شفاؤه منه لزمته كفارة يمين عوضاً عن صومه، قال ابن قدامة في المغني: من نذر طاعة لا يطيقها أو كان قادراً عليها فعجز عنها، فعليه كفارة يمين. واختلف هل يلزمه مع ذلك إطعام مد لمسكين عن كل يوم أفطر فيه، وهو الصحيح عن أحمد، أولاً يلزمه شيء سوى اليمين، وبه قال ابن عباس، أما إن كان العجز يرجى زواله كالمرض أو نحوه انتظر زواله، ولا تلزم كفارة ولا غيرها لأنه لم يفت الوقت. والحاصل أنه إذا كان هذا التقدم في العمر الذي ذكره السائل وصل إلى حد الشيخوخة والعجز المستمر، فإنه يجوز له والحالة هذه ترك الصوم والاكتفاء بكفارة يمين، وإن أطعم عن كل يوم أفطره مداً لمسكين كان ذلك أحسن، وإلا فلا يجوز له الفطر وإنما عليه مواصلة الصوم وفاء بنذره. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني