الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كفارة من حلف لغيره أنه سينام ثم لم ينم

السؤال

مرة قلت لشخص إنني سوف أنام، ولم تكن لي نية بالنوم، ثم رد وقال: بالله؟ قلت: والله أعتقد. ولم أنتبه إلى أنني حلفت كذبا إلا بعدها بثوان. وللأسف لم أقل أستغفر الله، ولم أخبره أنني حلفت هكذا، وأنني لن أنام، وفعلاً لم أنم. والآن بدأت أشك، وأخاف هل كنت أريد التخلص وحلفت كذباً، أم لم أكن أقصد الكذب؛ لأنني انتبهت بعدها. احترت كثيراً. فهل علي كفارة أم لا؟
أرجو الرد.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان هذا القسم سبق على لسانك من غير قصد -كما هو واضح من سؤالك- فهو من يمين اللغو، فلا تلزم فيه الكفارة.

وأما إن كنت قصدت الحلف على أنك ستنامين الآن، ثم لم تنامي. فتلزمك الكفارة، ولو لم تكن لك نية بالنوم؛ لأن هذه يمين منعقدة على فعل أمر مستقبل.

وإذ قد حنثت في يمينك، فتلزمك الكفارة، ولم يكن يلزمك إخبار هذا الشخص بأنك لم تنامي، ولكن كفري عن يمينك إن كنت قصدت الحلف، وتبرأ ذمتك بذلك.

وإن كنت أردت التخلص من هذا الشخص بإخباره أنك ستنامين، فكان يسعك أن تنوي وقتا معينا سوى هذا، ويكون لك ما نويت، وإن فهم منه المخاطب خلاف ظاهر قولك، ويكون هذا من المعاريض التي فيها مندوحة عن الكذب، ولا تكونين كاذبة بذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني