الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم صلوات من مات وكان يأخذ بالقول بطهارة المذي

السؤال

لي صديق توفي قبل فترة، كنت أرى منه كل خير، فهو مصلٍّ، ملتزم بحدود الله، لم يؤذ إنسانا، ولا أحد يطالبه بدين بقول أو فعل، أفضى لربه، وانقضى عمره، لكن عندي أمر لا زلت أفكر فيه، لما علمت حديثا عن النبي -عليه الصلاة والسلام- في قبر مر عليه، وقال إن صاحبه يعذب، لأنه لم يتنزه من البول. صاحبي كان من القائلين أو المقتنعين بطهارة المذي، فكان يعتبره بمنزلة المخاط لأقوال علماء ساقها لي، وكان يتوضأ ويصلي، فهل صلواته كانت باطلة؟ وهو يعذب الآن لهذا السبب، علمًا عندنا صاحب آخر، يتبع منهجه بهذا الشأن، وحاولت أن أثنيه، ولا فائدة، هل أنا مخطئ أو أنا موسوس؟ وهل صلوات صاحبيَّ بهذا الاجتهاد مقبولة، أم أنها كهواء في شبك ويصبحان معذبين عند الموت؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة، والسلام، على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالقول بطهارة المذي وإن كان رواية في مذهب أحمد لكنها خلاف المعتمد المرجح في المذهب، وقد حكي الإجماع على نجاسة المذي، ودل على نجاسته حديث علي الثابت في الصحيحين وغيرهما، ومن ثم فنحن نخشى أن يكون العمل بهذا القول مما لا يسوغ، وانظر الفتوى: 324202.

وأما صاحبك الذي مات فإنه متأول، فنرجو الله تعالى أن يعفو عنه.

وأما صاحبك الحي فعليك أن تناصحه، وتبين له ما ذكرنا، ولا يلزمك غير ذلك. وأما حكمه في الآخرة، فأمره إلى الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني