السؤال
ما حكم قول: عين الله ساهرة، لا ينام؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فصفات الله تعالى توقيفية، فلا يوصف سبحانه إلا بما وصف به نفسه: في كتابه، أو على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-، كما روى ابن أبي زمنين في أصول السنة بإسناده عن عبد الرحمن بن القاسم قال: لا ينبغي لأحد أن يصف الله إلا بما وصف به نفسه .. اهـ.
وقال البربهاري في شرح السنة: لا يتكلم في الرب إلا بما وصف به نفسه في القرآن، وما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه. اهـ.
وقال السجزي في رسالته إلى أهل زبيد: لا يجوز أن يوصف الله سبحانه إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله -صلى الله عليه وسلم-. اهـ.
فقال محقق الكتاب الدكتور محمد با كريم: هذه هي القاعدة التي اتفق عليها السلف في باب أسماء الله وصفاته، وهي أنّ أسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته توقيفية لا تعرف إلا من طريق الشرع، فلا يوصف الله سبحانه إلا بما وصف به نفسه في كتابه، أو وصفه به رسوله -صلى الله عليه وسلم- كما أشار المصنف رحمه الله. والنقول عن أئمة السلف في ذلك متكاثرة كلها تدل على هذا المعنى: قال الإمام أحمد بن حنبل: لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، لا يتجاوز القرآن والحديث. اهـ. وذكر طرفا من النقول عن الأئمة في ذلك.
وقال الشيخ ابن عثيمين في القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى: القاعدة السابعة: صفات الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها، فلا نثبت لله تعالى من الصفات إلا ما دل الكتاب والسنة على ثبوته .. اهـ. وانظر الفتويين: 6009، 337651.
ووصف الله تعالى أو عينه بالسهر، لا نعلمه ورد لا في كتاب، ولا في سنة؛ فلا توصف به عين الله تعالى. وقد أورد هذه العبارة (عين الله الساهرة) صاحب كتاب المستدرك على معجم المناهي اللفظية ص 308.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني