الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علة منع الكفار من دخول المسجد الحرام

السؤال

سألني صديقي المسيحي عن حرمة دخول المشركين الكعبة وهو يعتقد أن الكعبة ملك كل الديانات، فلماذا يحرم على بقية الديانات دخولها؟ بكل صدق لم أعجز عن الإجابة، ولكنها كانت غير مقنعة، ما رأيكم؟
زودوني بإجابة شافية لكم من الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد بين الله تعالى سبب حرمة دخول الكفار إلى البيت الحرام بقوله: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا [التوبة: 28]. فهم نجس الاعتقاد، فلا حق لهم في دخول الحرام المقدس الذي هو محل العبادة والقرب من الله جل جلاله. وأما القول بأن الكعبة ملك كل الديانات، فصحيح، ولكن قبل تحريف تلك الديانات، وقبل نسخها ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم، أما بعد ذلك، فلا حق فيها إلا لمن تمسك بالدين الحق الذي ارتضاه الله لعباده وقبله منهم، وهو الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً [المائدة: 3]. وقال سبحانه: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران:85]. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني