الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سجل أم زوجتك واصطحبها للحج

السؤال

جزاكم الله خيرا، أرجو الرد علي بأسرع وقت.
أنا في حيرة من أمري -والله- حماتي -يعني أم زوجتي- تريد الذهاب معي للحج، وعمرها خمسون عاما وليس لديها أحد تذهب معه هذه السنة غيري، باعتبار أني محرم، وزوج بنتها.
وأنا محتار هل أسجلها معي أم لا؟ والدي رفض أن أسجلها، قال لي إنها كبيرة في السن، وأنت شاب إذا أخذتها معك لن تستمتع بالحج، يقصد أبي أني سأكون ملزما أن أكون معها في كل لحظة، باعتبار أن الحج مزدحم، وهي كبيرة. وقال لي لن تستطيع أخذ راحتك معها، ستكون مجبرا على أن تطوف وتسعى معها، عندها تفقد متعة الحج باعتبار أنك شاب وتأخذ راحتك أكثر.
أنا محتار، وكلام أبي صحيح أني سأفقد المتعة، لكن هذه أول حجة لي مثل ما يقولون، أريد أن تكون حجة العمر وأستمتع أكثر. لكن من طرف آخر خوفي من أن أكون سببا في قطع نصيبها من أداء فريضة الحج، والأجر الثواب الذي يحصل لي بسبب حجها.
وأنا محتار إن قلت لكم والله عقلي مشوش، خوفي من قطع نصيبها، وخوفي إذا ذهبت معي أن أفقد الاستمتاع بالحج، وخوفي من والدي الذي قال لي اذهب بنفسك حتى ترتاح، وتستمتع. وخوفي إن لم نأخذها نكسر خاطرها، وتغضب وأنا في دوامة. ماذا أفعل لا أدري؟ علماً أن حماتي قامت بادخار المال حتى تحج، ويمكن ألا تسمح لها الفرصة مرة ثانية، باعتبار أن أوضاعها المادية ضعيفة.
لذلك أردت إرسال سؤالي حتى تنصحوني وترشدوني، وأنا محتار هل إذا ذهبت معي أفقد متعة الحج، ولا آخذ راحتي.
أرجو نصحي بهذا الشأن هل آخذها أم لا؟ والله محتار بين أبي، وزوجتي وأخاف أن تغضب، وأريد أيضًا أخذ راحتي في الحج بمفردي.
أنا محتار، أرشدوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي ننصحك به هو أن تسجل تلك المرأة معك، وتصحبها في رحلة الحج إعانة لها على أداء فرضها، ولك في ذلك الأجر المضاعف إن شاء الله. فالله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ولن يفقدك هذا متعة الحج -إن شاء الله- فيمكنك أن تطوف وتصلي، وتذكر الله ما شئت إذا كانت هي في مسكنها، بعد أن تؤدي معها الطواف والسعي الواجبين، كما أن الله سييسر لك أمورك بما تفعله من إعانة تلك المرأة المحتاجة للعون.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني