الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وصف الغاسلة للميتة بالفسق لتعذر خلع ثيابها للتغسيل

السؤال

من آداب تغسيل الميت خلع ثيابه، ولكن استعصى خلع ثياب المتوفى؛ فقامت المغسلة بقص الثوب بيديها، والمغسلة أطلقت عليها حكما من عندها بأنها فاسقة وغير مؤمنة. مع العلم أن المتوفاة كانت متوضئة، وفي وضعية صلاة قيام الليل.
هل كلام المغسلة صحيح؟
وما حكم إنسان ميت وكبير في السن، لم تلن مفاصله لنزع ثوبه بأمر من المغسلة. فتقول المغسلة أمام الناس بأنه فاسق.
جزاكم الله خيرا، هذا سؤال في قلبي منذ سنين، وكنت محرجة من أن أسأله لأحد.
أرجو الرد من ناحية دينية وإنسانية. فكلام المغسلة جعل في قلبي حقدا عليها، لذلك أدعو عليها، وأقول: حسبي الله عليها.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أخطأت هذه الغاسلة في إطلاقها هذا الحكم على تلك المرأة التي تعذر خلع ثيابها، وقد يكون هذا التعذر لأسباب معروفة لا تعلق للصلاح أو الفسق بها، ولا دليل على أن من تعذَّر خلع ثيابه عنه بعد موته، يكون فاسقا.

فهذا الكلام من تلك الغاسلة رجم بالغيب، واجتراء غير محمود، فيجب عليها أن تتوب منه.

وعليكم أن تناصحوها، وتبينوا لها خطأها، وأن عليها ألا تتكلم إلا بعلم، وألا تقع في أعراض المسلمين، ولا سيما بعد موتهم، وإفضائهم إلى ما قدموا. ونحن مأمورون بالستر على الفاسق والعاصي، وعدم إظهار فسقه، كما نص على ذلك الفقهاء.

قال البهوتي في الروض المربع: (وَ) يجبُ (عَلَى الغَاسِلِ سَتْرُ مَا رَآهُ) مِنَ الميتِ (إِنْ لَمْ يَكُنْ حَسَناً)، فيلزمُه سترُ الشَّرِّ، لا إظهارُ الخيرِ. انتهى.

فكيف يسوغ الكلام في من ظاهره الصلاح، ويخاض في حقه بهذا الكلام المنكر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني