الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجزئكِ غير قضاء ما أفطرته

السؤال

أريد فتوى في قصتي يا شيخ.
عندما كنت في عمر 12 ذات يوم كنت خارج البيت، وفي الليل رجعت؛ فوجدت دما نازلا مني. لحظتها عرفت أن الدورة قد جاءتني.
ولا أتذكر حاليا -يا شيخ- إذا في تلك اللحظة كنت أعرف أنه يجب علي الصيام أو لا؟ والله لا أتذكر يا شيخ.
وكان هذا الشيء قد حصل قبل شهر رمضان. وبعدها جاء شهر رمضان وأفطرته؛ لأني نسيت كل الذي حصل معي، ولا أتذكر هل رأيت الدم نازلا مني لمدة يوم أو يومين، ثم توقفت الدورة لمدة 5 شهور. وبعد ذلك جاءتني، وبدأت كل شهر، وبدأت أصوم.
أريد أن أعرف هل يجب علي قضاء صيام ذلك الشهر أو لا؟
وأتمنى شيخ أن يكون هناك حل غير القضاء؛ لأني لا أستطيع أن أصوم شهرا كاملا. والمشكلة كلها أني لا أتذكر في ذلك اليوم هل عندي علم بوجوب الصوم أو لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان هذا الدم قد استمر معك يوما أو يومين -كما ذكرت- فهو دم حيض، وقد صرت بنزوله مكلفة.

فكان واجبا عليك أن تغتسلي بعد انقطاعه، وتجب عليك الصلاة والصوم، وغير ذلك مما يجب على المكلف.

فإن كنت أفطرت هذا الشهر والحال ما ذكر، فالواجب عليك قضاء ما أفطرته مع التوبة إلى الله تعالى.

ولا يجزئك غير القضاء؛ لقوله تعالى: فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ {البقرة:184-185}.

ويمكنك القضاء في أيام الشتاء القصار حيث لا يشق الصوم، وبكل حال فاستعيني بالله، واقضي ما يلزمك؛ فإن ذمتك لا تبرأ إلا بذلك.

ولا يجب عليك فدية لتأخير القضاء ما دمت تجهلين حرمة تأخيره، كما ذكرناه في الفتوى: 123312.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني