الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مذاهب العلماء في من شك في أداء الصلاة بعد تحقق وجوبها عليه

السؤال

هناك أمر صراحة يقلقني وبشدة. عندما كنت صغيرة: عمري عشر سنوات، أتتني الدورة الشهرية.
وفي هذه الفترة العمرية لم أكن أدرك مدى أهمية الصلاة والصيام، أشعر صراحة أنني ربما لم أكن أصلي كافة صلواتي، كما أنني كنت أشرب القليل من الماء عندما كنت صائمة، حتى إنني لا أدري إن كنت أغتسل من الحيض بالطريقة الصحيحة، أو ربما لم أغتسل حتى.
الذكريات التي بقيت في عقلي مشوشة جدا، أخاف أن أكون مقصرة بجهلي للعبادات التي كنت أقوم بها، وأشعر بتأنيب ضمير شديد.
ماذا علي أن أفعله الآن؟
هل أقضي الصلوات التي أظن أنني لم أصلها؟ أو صليتها لكن بغسل غير صحيح؟ وكذلك الأيام التي لم أصمها؟
أرجوكم ساعدوني؛ فأنا خائفة جدا من أن أكون قد وقعت في كبائر، فالوساوس لا تتركني وشأني.
أتمنى منكم الإجابة في أقرب وقت.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالعلماء مختلفون في من شك في فعل الصلاة بعد تحقق وجوبها عليه.

فذهب الحنفية إلى أن الأصل أنه فعلها، ومن ثم فلا يلزمه القضاء.

وذهب الجمهور إلى أن الأصل أنه لم يفعل ما شك في فعله بعد سبق الوجوب، ومن ثم فعليه أن يقضي تلك الصلوات. وانظري الفتوى: 175681.

ويسعك إذ أنت موسوسة كما ذكرت، أن تعملي بقول الحنفية المذكور، ومن ثم فلا تقضي ما شككت في لزومه لك من صلاة أو صيام.

وأما ما تتيقنين يقينا جازما أنك لم تصليه أو تصوميه من الأيام، فمذهب الجمهور وجوب قضاء ذلك وهو الأحوط والأبرأ للذمة، والخلاف في وجوب قضاء الفائتة عمدا قد بيناه في الفتوى: 128781.

وأما صفة القضاء حيث أردت فعله، فهي مبينة في الفتوى: 70806.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني