السؤال
أنا مسؤول عن جمع المال في نشاط رياضي، وكنت أسجل المبلغ كل أسبوع، ولا أحسب المجموع، فجاءني والدي، وقال لي: اكتب المجموع ... إلى أن قال: الوصية واجبة في ديننا، وأظن أنها يجب أن تكتب كل ليلة، فضحكنا ووالدتي، وقلت: لا؛ رغم أني لا أعرف حكم الوصية، وعلمت لاحقًا أنها لا تجب كل ليلة، فما حكم ما فعلناه؟ وماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما لم تقصدوا الاستهزاء بأحكام الشرع، فلا شيء عليكم -إن شاء الله-.
والوصية واجبة على من عليه حق يلزمه أداؤه من ديون غير موثقة، أو ودائع، أو نحوها، قال البهوتي في شرح الإقناع: (وَلَا تَجِبُ) الْوَصِيَّةُ لِأَجْنَبِيٍّ؛ لِعَدَمِ دَلِيلِ وُجُوبِهَا، وَلَا لِقَرِيبٍ، وَآيَةُ: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} [البقرة:180] مَنْسُوخَةٌ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ (إلَّا عَلَى مَنْ عَلَيْهِ دَيْنٌ) بِلَا بَيِّنَةٍ، (أَوْ عِنْدَهُ وَدِيعَةٌ) بِلَا بَيِّنَةٍ، (أَوْ عَلَيْهِ وَاجِبٌ) مِنْ زَكَاةٍ، أَوْ حَجٍّ، أَوْ كَفَّارَةٍ، أَوْ نَذْرٍ؛ فَيَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ (يُوصِيَ بِالْخُرُوجِ مِنْهُ) لِأَنَّ أَدَاءَ الأمانات والواجبات واجب. انتهى.
والله أعلم.