السؤال
كانت لي صديقة معجبة بي، وكان هذا يظهر من أفعالها؛ فطلبت منها الزواج دون أن أتأكد من مشاعري تجاهها، فقلقت، وفي اليوم التالي فكّرت جديًّا، وقلت: إنها ستكون زوجة صالحة لي، وإني يجب أن أتوقف عن القلق من المستقبل، وأعطيها فرصة، وتحدثت معها، ومع والدتها، وقلت لها: إني أريد ابنتها، وصليت صلاة الاستخارة، ولم أشعر بالارتياح، وكنت وقتها أخاف من المستقبل، ومن أن أظلمها معي؛ لأني لا زلت طالبًا، ولا أضمن المستقبل، فكان ذلك يقلقني أن أعلّقها بي، وأضيّع مستقبلها، وكنت أيضًا أخاف أن أتركها؛ لأنها كانت تحبني جدًّا، ولكني قررت تركها، واعتذرت أن والدتي ليست موافقة.
وبعد ذلك صليت الاستخارة، ولم أشعر بارتياح أيضًا، وظللت مترددًا، فأترك وأشعر بقبول، وأعود، وهكذا، وكنت في حيرة شديدة جدًّا خوفًا من أن أرتبط بها وأنا لم أحبها بشكل كافٍ، ولم أعرف ماهية شعوري، وظللت هكذا حتى قمت بالعودة لها آخر مرة، وكانت نيتي أنني سأتزوجها، وقمت بمقاومة الوساوس داخلي، وقلت: هي تحبك، وصفاتها حميدة، وشعرت بقبول شديد ناحيتها، قد يصل إلى الحب، والسكينة لها، وخرجت معها، وكنت أنوي أني لن ألمسها؛ لأني ما زلت غير ضامن لمشاعري، ولكني ضعفت، وأمسكت يدها.
وبعد ذلك ظللت في تلك الحيرة أفكّر وأفكّر، وكنت على رضا بها كزوجة لي، وبعد ذلك ظللنا نتحدث، ووالدتها كانت تعلم أني أمسك يدها، وقد حدث ذلك مرتين فقط، وبعد ذلك قلت لنفسي: لا تتركها فهي تحبك، وأنت تشعر بوقت جيد معها، وكنت أتمنى حدوث خلاف بيننا لتتركني، وكنت أنوي أن أرضى بالمكتوب إذا بقيت، وكنت أحاول أن أظهر عيوبي لها؛ كي تتركني، فقد كنت أخاف عليها، أو أن أجرحها، أو أعلقها، أو أن لا أفي بوعدي، فهذا سبب تركي المتكرر لها.
وظللت في الحيرة والتردد، أحاول أن أتركها، ويحدث خلاف أحيانًا يكون مفتعلًا مني، وأعود لتأنيب الضمير، أو قول: هي تحبك، فلماذا لا ترضى بالنعمة، وتتوقف عن الخوف؟ وكان يخيّل لي أني أخاف من المسؤولية، والدراسة، والحقيقة أني لم أكن أحبها فعليًّا، وهذا ما اكتشفته بعد أن تركتها، ولكن كنت راضيًا بها، وأحيانًا كنت أعود؛ لأنها كانت تؤذي نفسها عندما أتركها؛ فأعود حتى تكون بخير، وأطمئن عليها، ولم أرد التسلّي بها، بل كان مجرد اختلاط في مشاعري، وذات يوم حدث خلاف بيننا بالصدفة، فتركتها، وتبت، ولم أعد لها، فهل ظلمتها بأي شكل، سواء بحيرتي، أم بتركي لها؛ لأنها قالت ذلك؟