السؤال
من يسمع دروس العلم من وسائل التواصل، ومن التلفاز من العلماء الثقات، هل يناله فضل طلب العلم الوارد في الشرع؟ جزاكم الله خيرًا.
من يسمع دروس العلم من وسائل التواصل، ومن التلفاز من العلماء الثقات، هل يناله فضل طلب العلم الوارد في الشرع؟ جزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فطلب العلم عن طريق الوسائل الحديثة المرئية والمسموعة، يثاب عليه فاعله، وينال -إن شاء الله تعالى- ما جاء في الأحاديث من ثواب طلب العلم، إذا كان مخلصًا في طلبه له.
ولا شك أن التلقي عن العلماء مباشرة أفضل وأتم؛ لكثرة ما يستفيده من شيخه في ما أشكل عليه، وكذلك في اكتسابه الهدي والأدب من مجالسته للعلماء، مما هو مفقود في هذه الوسائل التعليمية.
ولكن لا يمنع هذا من الاستفادة من الوسائل الحديثة، وهي نعمة من نعم الله على طالب العلم، قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- عن طلب العلم من الأشرطة -وهي الوسيلة الحديثة المنتشرة وقتها- قال: ليس الذين يستمعون إلى الأشرطة كالذين يحضرون إلى حلق الذِّكْر، ويشاركون الذاكرين في مجالسهم، ولكن السامعين للأشرطة، لهم أجر الانتفاع، وطلب العلم الذي يحصلونه من هذه الأشرطة. اهــ.
وقال أيضًا: أما كون هذه الأشرطة وسيلة من وسائل تحصيل العلم، فهذا لا يَشُكُّ فيه أحد، ولا نجحد نعمة الله علينا في هذه الأشرطة التي استفدنا كثيرًا من العلم بها؛ لأنها توصّل إلينا أقوال العلماء في أي مكان كنا ونحن في بيوتنا قد يكون بيننا وبين هذا العالم مفاوز، ويسهل علينا أن نسمع كلامه من خلال هذا الشريط. وهذه من نعم الله عز وجل علينا، وهي في الحقيقة حجة لنا وعلينا؛ فإن العلم انتشر انتشارًا واسعًا بواسطة هذه الأشرطة. اهــ.
وقال أيضًا: استماع الأشرطة لا يغني عن الرحلة في الطلب؛ لأن رحلة الطلب أفضل؛ لأن الطالب يجلس إلى العالم، ويتلقى منه مباشرة، ثم إنه ربما يحصل إشكال أو مراجعة، فلا يحصل عليه فيما إذا استمع إلى الأشرطة، لكن لا شك أنه إذا استمع إلى الأشرطة سيستفيد، فالأشرطة خير من الترك، لكن إذا رحل في طلب العلم، فهو أفضل وأنفع. اهــ.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني