الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترك الدراسة بسبب الاختلاط

السؤال

عندما أرى فتاة أو أسمع صوتها، أشعر أن قلبي سيتعلّق بها، ولا أريد أن أعلّق قلبي بغير الله، وهذا شيء يشعرني أن الله سيغضب عليّ.
أعلم أنه بتعلّق قلبي بغير الله، أكون قد جعلت مع الله ندًّا -والعياذ بالله-، لكنه شيء في القلب وليس باليد، وخصوصًا أني في الثانوية، وعمري 18 عامًا، وأريد ترك المدرسة، ولكني لم أتركها؛ لأني وعدت أهلي بالنجاح، ولم أكن أتعلّم، بل رجعت إليها بعد محاولة طويلة لإقناع أهلي، ولا أريد أن أخسر دِيني، فهل عليّ إثم إذا توقّفت عن التعليم؟ وهل هذا حلّ؟ فأنا لا أعتقد ذلك، ولكني سأبتعد عن الفتن.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يوفّقك، ويصلح بالك.

ويظهر أنك تعاني من وسوسة ومبالغة في قضية التعلّق بغير الله، فاعلم أن التعلّق بغير الله ليس شركًا، ولا كفرًا في كل حال، بل المحبة الشركية هي أن يحب العبد غير الله كمحبة الله، أي: محبة عبودية وتعظيم، وراجع بيان هذا في الفتاوى: 394882، 345256، 345514.

وأما ما يتعلق بالدراسة: فإن المسلم إذا خشي خشية حقيقية من الافتتان والوقوع في المحرمات بسبب الدراسة؛ فلا إثم عليه في ترك الدراسة، بل يجب عليه تركها، ولو غضب الوالدان لذلك، ولا يعدّ هذا من العقوق، وانظر في هذا، الفتاوى: 277000، 318238، 208042.

لكن الذي يظهر من حالك أنك لم تصل إلى هذه المرحلة، وأن الأمر لا يعدو أن يكون مبالغة، وحماسة في غير موضعها.

فالذي نوصيك به هو الاستمرار في الدراسة، واحتساب إرضاء الوالدين فيها، مع البُعد عن التعامل مع الفتيات دون حاجة، وغضّ البصر عنهنّ قدر المستطاع، والاستعانة بالله، واللجوء إليه في أن يقيك شر الفتن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني