الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحريض أهل الزوجة الأولى ابنتهم للاعتراض على زواج زوجها من ثانية

السؤال

تزوجت منذ 15 عامًا من امرأة ذات خُلُق ودِين، ولي منها الآن أربعة من الأبناء، وكانت نفسي تحدثني دائمًا بالزواج من ثانية منذ أكثر من عشر سنوات، وليس لعيب، أو تقصير منها، لكن لشيء في نفسي، فكنا نتحدث بهذا فيما بيننا، ولم تكن ترفض هذا لتديّنها، وعلمها أنه شرع الله، وحاولت الزواج عدة مرات في سنين متفرقة، ولم يقدّر الله، وكان هذا بعلمها.
وتيّسرت الأمور، وبنيت بيتًا جديدًا، وعندما رغبت في الزواج فيه لم تعارضني أبدًا؛ حتى ظهرت امرأة أرملة لها أربعة أيتام، تسكن في شقة إيجار، وليس لها دخل غير مساعدات أهلها، ووافقت زوجتي، ثم طلبت زوجتي أن يكون لها شقة في البيت الجديد، وأن تسكنها قبل أن أتزوّج، ولم تعترض أبدًا على زواجي في البيت الجديد، ولكن أهلها الآن يضغطون عليها، ويقولون: لا نعترض على زواجه، لكن لا يتزوج في البيت الجديد، وهي في حيرة بين إرضائى وإرضاء أهلها، مع العلم أن هذه أول مرة يتدخّل أهلها بيننا منذ أن تزوجنا، فكيف أتصرّف تجاه أهلها؟ بعد أن أخذت موقفًا منهم جميعًا لإصرارهم على التدخّل بيني وبين زوجتي، رغم أنها أخبرتهم أنها راضية، وأن هذا باتفاق بيننا، وأنها تبتغي بهذا وجه الله، عسى الله أن يحفظ لنا أبناءنا، ويكفينا همومًا لا نطيقها بتحمّلنا لهموم هذا المرأة، وجبر خاطرها، وخاطر أبنائها.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كنت قادرًا على العدل بين زوجتيك، فيجوز لك في الزواج من ثانية؛ فالتعدّد أباحه الله سبحانه لمن كان قادرًا على تحقيق شرطه، كما سبق بيانه في الفتوى: 1469.

وحكمة الشرع قد اقتضت إباحته؛ لما فيه من المصالح الكثيرة في الدنيا والآخرة، وللمزيد يمكن مطالعة الفتوى: 71992.

وحسنٌ أن يكون زواجك من ثانية برضا زوجتك، فجزاها الله خيرًا، ولم يجعل الشرع رضا الزوجة -فضلًا عن أهلها- شرطًا لإباحة التعدد.

وليس من حقّ أهلها الضغط عليها، أو تحريضها للاعتراض على أمر الزواج؛ فإن هذا التصرف منهم قد يؤدّي بهم إلى إفسادها عليك، وإفساد الزوجة على زوجها قد ورد فيه وعيد شديد، وراجع الفتوى: 136337، ففيها مزيد تفصيل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني