السؤال
سمعت في إحدى المحاضرات أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم سئل: هل ينفع الدواء من القدر؟ فقال: الدواء من القدر، وقد ينفع بإذن الله تعالى، فما صحة هذا الحديث؟ وهل يجوز الاستشهاد به؟
سمعت في إحدى المحاضرات أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم سئل: هل ينفع الدواء من القدر؟ فقال: الدواء من القدر، وقد ينفع بإذن الله تعالى، فما صحة هذا الحديث؟ وهل يجوز الاستشهاد به؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد روى أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، عَنْ أَبِي خِزَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ رُقًى نَسْتَرْقِيهَا، وَدَوَاءً نَتَدَاوَى بِهِ، وَتُقَاةً نَتَّقِيهَا، هَلْ تَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللهِ شَيْئًا؟ قَالَ: هِيَ مِنْ قَدَرِ اللهِ. قال الترمذي: هذا حديث حسن. وذكره الحاكم في مستدركه على الصحيحين، وسكت عنه الذهبي.
واختلف قول الشيخ الألباني في الحكم على الحديث، فحكم بحسنه في تخريج مشكلة الفقر، بينما ضعّفه في ضعيف الترمذي، وضعيف ابن ماجه.
وبكل حال؛ فلا نرى مانعًا من الاستدلال بالحديث، والاستشهاد به، وروايته، وخاصة أن معناه صحيح ثابت، تدلّ له النصوص؛ إذ الأسباب والمسببات، كل ذلك بقدر الله تعالى، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: وَفِي السّنَن، عَن ابْن أبي خزامة، عَن أَبِيه، قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، أَرَأَيْت رقى نسترقيها، ودواء نتداوى بِهِ، وتقاة نتقيها، هَل ترد من قدر الله شَيْئا؟ قَالَ: هِيَ من قدر الله.
فَهَذِهِ السّنَن وَغَيرهَا تبين أَن الله سُبْحَانَهُ، وَإِن كَانَ قد تقدم علمه وكتابته وَكَلَامه بِمَا سَيكون من السَّعَادَة والشقاوة، فمما قدره أَن يكون ذَلِك بالأسباب الَّتِي قدرهَا؛ فالسعادة بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَة، والشقاوة بِالْفُجُورِ، وَكَذَلِكَ الشِّفَاء الَّذِي يقدره للْمَرِيض يقدره بالأدوية والرقى، وَكَذَلِكَ سَائِر مَا يقدر من أَمر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة. انتهى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني