الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبل التخلص من التفكير بفتاة كان على علاقة معها

السؤال

عندما كنت عزبا كنت أتحدث إلى امرأة أجنبية متزوجة من بلد عربي آخر، وكانت تفهمني أنها عزبة في البداية، ولما عرفت أنها متزوجة حاولت أن أبتعد عنها، وبالفعل قطعت علاقتي بها، وتزوجتُ، وخَلَّفْتُ، والحمد لله.
لكن المشكلة أنها دائما تطرأ على تفكيري، وأحدثها أحيانا؛ لدرجة أن مرة شتمتها، ودعوت عليها وعلى أولادها لكي أقفل هذا الباب نهائيا، ولا ترد عليَّ إذا بعثت إليها مرة أخرى.
ولكن دائما تطرأ على تفكيري، وأبعث إليها، و-الحمد لله- لا ترد. ولكن ما العمل لكي أنسى هذا الفعل، وأنسى تلك المرأة وكل ما يذكرني بها؟
ادعوا لي، بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يجنبك الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يقيك شر نفسك، وسيِّء عملك.

والدعاء من أعظم أسلحة المؤمن التي يحقق بها مبتغاه، والرب سبحانه جواد كريم، أمر بالدعاء، ووعد بالإجابة، كما قال سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}، فالدعاء هو الأمر الأول الذي نرشدك إليه لتتخلص من التعلق بهذه المرأة.

ثانيا: العزيمة والإرادة، فتتذكر أن اجتناب هذه المرأة هو سبيل للنجاة في الدنيا والآخرة، فتذكرك لهذه المصلحة العظيمة يعينك على الثبات على الاستقامة، روى مسلم عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: المؤمن القوي؛ خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز...... الحديث.

ثالثا: الصدق مع الله سبحانه، فالصدق لا يسوق صاحبه إلا إلى خير، قال تعالى: فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ {محمد:21}، وثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لأحد أصحابه: إن تصدق الله؛ يصدقك. رواه النسائي في سننه.

رابعا: إغلاق الباب تماما على الشيطان؛ لئلا يجد منفذا يقودك منه إلى الشر والفساد، ورب العزة والجلال قد حذر من مكائده، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}.

خامسا: استشعر أنك متزوج رزقت امرأة تستمتع بها في الحلال، فهذه نعمة ينبغي أن تشكر الله عليها، ولا تجحدها، قال تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ {إبراهيم:7}، هذا من جهة، ومن جهة أخرى أن تستشعر عظم الخطر بالجناية على عرض زوجها، وهذا مما يعظم به الإثم. وينبغي أن تحب لأخيك المسلم ما تحبه لنفسك، فتحفظه في عرضه كما تحب أن تحفظ في عرضك.

ونختم بالقول بأنك قد أسأت إساءة بالغة بشتمك لها، ودعائك عليها، وعلى أولادها، ولا يُسوِّغ ذلك كله ما ذكرت من كونك تقصد إبعادها من حياتك، فالواجب عليك التوبة إلى الله -سبحانه وتعالى-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني