الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فضل قراءة القرآن في رمضان

السؤال

بعض الناس لا يختم القرآن إلا في شهر رمضان. فهل هذا بدعة أو ما هو أشبه ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فختم القرآن الكريم مستحب في رمضان، وفي غيره من الشهور. وختمه في رمضان أفضل؛ لمزية الزمان، والطاعة تعظم بحسب الزمان والمكان. جاء في المبدع في شرح المقنع، في فضل قراءة القرآن في رمضان: وَيُسَنُّ لَهُ تِلَاوَةُ الْقُرْآنِ، وَكَانَ مَالِكٌ يَتْرُكُ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ ‌فِي شَهْرِ ‌رَمَضَانَ، وَيُقْبِلُ عَلَى تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ، وَكَانَ الشَّافِعِيُّ يَقْرَأُ سِتِّينَ ‌خَتْمَةً. انتهى.

وعليه؛ فختم القرآن في رمضان وتعاهده فيه ليس بدعة. ولو لم يكن لدى المرء مثل ذلك التعاهد للقرآن في غير رمضان. وقد كان صلى الله عليه وسلم يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور، ويكثر فيه من أنواع العبادات، فكان جبريل يدارسه القرآن في رمضان.

ففي الصحيحين عن فاطمة -رضي الله عنها- وصلى الله وسلم على أبيها، قالت: أسرَّ إلي -تعني أن أباها حدثها سراً فقال لها- إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين، ولا أرى الأجل إلا قد اقترب.

ففي هذا الحديث أن المعارضة كانت تتم مرة واحدة في السنة، وفي آخر حياته عارضه به مرتين، وفي حديث آخر أن ذلك كان في رمضان وفي كل ليلة منه. ففي مسند أحمد عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، يلقاه كل ليلة يدارسه القرآن، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود من الريح المرسلة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني