الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تمييز حفظة القرآن الكريم بالدرجات

السؤال

مدرِّسي في الجامعة لمادَّة الثَّقافة الإسلاميَّة يقول: إنَّه يضع علامة 100/95 لحفظة القرآن الكريم كاملا، لكن أشعر بالظُّلم؛ لأنَّ العلامة في الأصل لا توضع من أجل حفظ القرآن الكريم، ولكن على دراسة المادة، وتقديم الامتحانات، حتى وإن كان في سبيل التشجيع على حفظ القرآن الكريم.
ومن ناحية أخرى، فالطُّلاب عندما يعلمون بذلك سيبادرون في حفظ القرآن الكريم بنيَّة العلامة، وليس بنيَّة الأجر العظيم، وأكرر النُّقطة الأولى أنَّه ظلم لبقيَّة الطُّلاب؛ لأنَّ العلامة في الأصل على دراسة المادَّة، وتقديم الامتحانات. فما مدى جواز ذلك؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذا يرجع إلى نظام الجامعة، وما اعتمدته في سياسة التدريس، وخولته للمدرسين من صلاحيات، فإن كانت الجامعة تشترط عليهم أن يعطوا الدرجات على ما يحصلونه من المادة العلمية لم يجز للمدرس ذلك، وانظر الفتوى: 251056.

وإن كانت الجامعة تخول المدرس صلاحية إعطاء الدرجات على ما شاء من ضروب المعرفة، فالأمر واسع، ولا ريب في أن عماد الثقافة الإسلامية هو القرآن العزيز، ومن ثم فلا مانع من أن يمتاز حفظته عن غيرهم بشيء من التكريم، ورفع الدرجات لكونهم حصلوا في تلك المادة أكثر مما حصله غيرهم، وهو حفظ دستور الأمة، وقانونها الخالد.

لكن ينبغي للمدرس أن يوازن، فيجعل للمادة الموضوعة للاختبار درجة، وللنشاط، والسلوك، ونحو ذلك درجة؛ بحيث يستوي الطلاب فيما يختبرون فيه، وإنما يتميز حامل القرآن فيما يختص به دونهم.

ولا حرج على المعلم في تشجيع طلبته على الحفظ بنحو من ذلك، لكن عليه أن يذكرهم مع هذا بضرورة الإخلاص لله تعالى، وألا يكون حفظهم ابتغاء عرض من الحياة الدنيا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني