السؤال
أنا شاب في السادسة عشرة من عمري، أردت أن أعفّ نفسي بالحلال، وأتزوّج، فأنا من عائلة ثرية، لكن المشكلة في القانون الذي يمنع الزواج دون سن 18عامًا، وأنا أحتاج إلى الزواج، وأخشى أن أعصي الله، فما الحل؟
أنا شاب في السادسة عشرة من عمري، أردت أن أعفّ نفسي بالحلال، وأتزوّج، فأنا من عائلة ثرية، لكن المشكلة في القانون الذي يمنع الزواج دون سن 18عامًا، وأنا أحتاج إلى الزواج، وأخشى أن أعصي الله، فما الحل؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالزواج من أمور الخير التي ينبغي المسارعة إليها؛ لما فيه من المصالح الشرعية الكثيرة؛ كإعفاف النفس، وتكثير النسل، وغير ذلك، قال النفراوي المالكي في الفواكه الدواني: له فوائد، أعظمها: دفع غوائل الشهوة.
ويليها: أنه سبب لحياتين: فانية، وهي: تكثير النسل، وباقية، هي: الحرص على الدار الآخرة؛ لأنه ينبه على لذة الآخرة، لأنه إذا ذاق لذته، يسرع إلى فعل الخير الموصل إلى اللذة الأخروية، التي هي أعظم، ولا سيما النظر إلى وجهه الكريم.
ويليها: تنفيذ ما أراده الله تعالى وأحبّه، من بقاء النوع الإنساني إلى يوم القيامة، وامتثال أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله: "تناكحوا تناسلوا" الحديث.
ويليها: بقاء الذكر، ورفع الدرجات؛ بسبب دعاء الولد الصالح بعد انقطاع عمل أبيه بموته. اهـ.
وقد حثّ الشرع الشباب على الزواج، كما في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة، فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع، فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء.
وقد أوجب الفقهاء الزواج على من يخشى على نفسه الوقوع في الزنى، كما أوضحنا في الفتوى: 241732.
فالزواج في حق مثلك مشروع، بل واجب، ولكن إن خشيت على نفسك الوقوع في الحرج والمساءلة القانونية؛ فاتقِ الله، واصبر؛ حتى ييسر الله أمرك، فلا توقع نفسك في الحرج، روى الطبراني، وغيره، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياك وما يعتذر منه.
واحرص على كل ما يعينك على العفاف، من الصوم، وشغل الفراغ بما ينفع، واجتناب مثيرات الشهوة من إطلاق البصر في الحرام، ونحو ذلك.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني