الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من تشغل قلبه وفكره الشواغل أثناء تلاوة القرآن

السؤال

أنا فتاة في بداية عمري، وما زلت شابة، ولقد أحببت شخصا، وأدعو الله أن يجمعني به في الحلال، وأن يجعل في قلبه المحبة تجاهي.
فهل يوجد حرج في ذلك؟
أيضًا هل محرم ولا يجوز ختم القرآن الكريم، وأنا أفكر فيه، وأن أختم القرآن لأجل أن أجتمع به في الحلال، ولأجل أن يحبني؟
وهل يوجد دعاء محدد أدعو به الله ليستجيب لي؟ أم فقط أرفع يدي، وأتضرع إلى الله بما في قلبي، وأدعو؟
هذه هي أسئلتي، وأهمها أن تجيبوا هل يجوز أن أختم القرآن لأجل أن أنال مبتغاي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان من ترغبين فيه زوجا مرضي الدين والخلق؛ فلا بأس بالدعاء بأن ييسر الله زواجك منه، ويقذف في قلبه حبك، ولمزيد الفائدة نرجو مراجعة الفتوى: 4220.

ولا حرج عليك في قراءة القرآن، أو شيء منه، متوسلة به إلى الله -عز وجل- أن يحقق لك بغيتك، فالتوسل بالعمل الصالح من جنس التوسل المشروع، وقد سبق بيان أنواعه في الفتوى: 16690.

وقولك: "وأنا أفكر به"، إن كنت تعنين التفكير به أثناء تلاوة القرآن: فهذا يتنافى مع ما هو مأمور به من التدبر عند التلاوة، وأن يبعد التالي عن قلبه الشواغل، ففي الصحيحين عن جندب بن عبد الله البجلي قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اقرؤوا القرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ عليهِ قُلوبُكُمُ، فَإِذا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ فَقُومُوا.

قال المناوي في فيض القدير: (اقرأوا القرآن) أي: داوموا على قراءته (ما ائتلفت) أي: ما اجتمعت (عليه قلوبكم) أي: ما دامت قلوبكم تألف القرآن: يعني اقرأوه على نشاط منكم، وخواطركم مجموعة (فإذا اختلفتم فيه) بأن مللتم، أو صارت قلوبكم في فكرة شيء سوى قراءتكم، وحصلت القراءة بألسنتكم مع غيبة قلوبكم، فلا تفهمون ما تقرؤون (فقوموا) عنه: أي: اتركوه إلى وقت تعودون في محبة قراءته إلى الحالة الأولى؛ فإنه أعظم من أن يقرأه أحد من غير حضور قلب. اهـ. ولمزيد الفائدة انظري الفتوى: 11144.

وليس هنالك دعاء معين يمكن الدعاء به في هذا المقام، ولكن يدعو المسلم بما يتيسر، وبعموم الأدلة المتضمنة للتوفيق، وتيسير الأمور، وقد ذكرنا طرفا منها في الفتوى: 114229، فراجعيها.

وإن قُدِّر أن تقدم لخطبتك والزواج منك، فاستخيري الله تعالى؛ ليختار لك ما هو أصلح لك، وانظري كيفية الاستخارة في الفتوى: 19333.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني