الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لعن فرعون وآله ثابت في القرآن الكريم

السؤال

من المشككين في الأحاديث من يقول: كيف يلعن الله سبحانه النامصة، رغم أنه -سبحانه- لم يلعن فرعون؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا ندري من أين الجزم بأن الله سبحانه لم يلعن فرعون! بل قد لعنه، ولعن آله لعنات متتابعة، لعنة بعد لعنة، كما قال تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ * يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ * وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ [هود: 96، 99].

قال الطبري في جامع البيان: أتبعهم الله في هذه -يعني في هذه الدنيا- مع العذاب الذي عجله لهم فيها من الغرق في البحر، لعنتَه ... وفي يوم القيامة أيضًا يلعنون لعنةً أخرى ...

وقوله: (بئس الرفد المرفود) يقول: بئس العَوْن المُعان، اللعنةُ المزيدة فيها أخرى مثلها. انتهى. ثم روى عن مجاهد قال: (وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود) اللعنةُ في إثر اللعنة. انتهى.

وقال القاسمي في محاسن التأويل: {وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ} أي: الدنيا {لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ} أي: يلعنون في الدنيا والآخرة، فهي تابعة لهم أين كانوا. انتهى.

وقال الواحدي في الوجيز: {بئس الرفد المرفود} يعني: اللَّعنة بعد اللَّعنة. انتهى.

وقال السعدي في تفسيره: {وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ} أي: في الدنيا {لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ} أي: يلعنهم الله وملائكته والناس أجمعون في الدنيا والآخرة. انتهى.

وبعد أن ذكر الله تعالى قصة فرعون مع موسى، قال سبحانه: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ [غافر:51-52].

أما بخصوص لعن النامصة، فراجع فيه الفتوى: 136339. ولمزيد الفائدة، يمكن الاطلاع على الفتويين: 47096، 10303.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني