الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التداوي بكتاب الله سبحانه لا يعارض استعمال الأدوية

السؤال

أنا مصاب بسرطان في المعدة، وقد لاحظ عليّ بعض أصدقائي -على حد قولهم- علامات تدل على أنني مسحور -مثل: الصداع عند سماع القرآن، أو النفور منه-، علمًا أنني أردّد آيات أحفظها من القرآن دون مشكلة، فأنا -بفضل الله- أحفظ جلّ كتابه العزيز، فإذا كنت مسحورًا -كما يقولون-، فهل أستغني عن علاج السرطان بالعلاج من السحر؟ وهل ثبت أن من آيات القرآن ما يتداوى به مرضى السرطان، بدلًا من العلاج الطبي؟ بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يمنّ عليك بالشفاء، والعافية.

واعلم أن رقية الإنسان نفسه بالقرآن الكريم مشروعة مطلقًا، ولا يشترط لذلك التيقن من وجود سحر ونحوه.

وآيات القرآن الكريم كلها بلا استثناء شفاء من أمراض القلوب، وأمراض الأبدان، كما قال سبحانه: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ {الإسراء:82}، قال ابن القيم في زاد المعاد في هدي خير العباد: والصحيح: أن "من" ها هنا، لبيان الجنس، لا للتبعيض، وقال تعالى: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور} [يونس:57].

فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية، والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به.

وإذا أحسن العليل التداوي به، ووضعه على دائه بصدق، وإيمان، وقبول تام، واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه، لم يقاومه الداء أبدًا. وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء، الذي لو نزل على الجبال لصدعها، أو على الأرض لقطعها!؟ اهـ.

ولا نعلم آيات مخصوصة لعلاج السرطان.

والتداوي بكتاب الله سبحانه، والرقى الشرعية، لا يعارض استعمال الأدوية والعلاجات، ولا تنافي بين الأمرين، وراجع الفتوى: 322777.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني