الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تغفر ذنوب من قعد يذكر الله بعد الفجر حتى طلوع الشمس؟

السؤال

حديث: من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة. قال رسول الله {تامةّ، تامةّ، تامة}.
حتى لو كانت فتاة أتأخذ أجر الحجة والعمرة التامة، لنفرض أنها أخذتها، أليس في الحج يرجع الحاج كيوم ولدته أمه؟ هل يتضمن في ذلك جميع الذنوب بما فيه ترك الصلاة في فترات كسلا؟
وبالتالي حياة جديدة بصفحة خالية، وكتاب جديد، ومغفرة لجميع الصلوات الفائتة؛ كسلا، أو عمدا؟
لو كانت فتاة في عمر 14 بلغت، وحاليا في عمر 21، وكانت هناك فترات انقطاع عن الصلاة، وتوبة في كل مرة، والرجوع للصلاة، وكانت تتكرر الكرة، لو حسبنا أنها من وقت بلوغها إلى الآن ضاعت عليها ثلاث سنوات متفرقة، وصعب جدا قضاء ثلاث سنوات. فماذا تفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمن العلماء من ذهب إلى أن المرأة كالرجل يرجى لها هذا الثواب، إن جلست في مصلاها تذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلت ركعتين.

ومنهم من رأى أن هذا الحكم مختص بالرجل، والتفصيل في الفتوى: 144643. وفضل الله تعالى واسع.

ثم ليعلم أن هذا الثواب لا يعني تكفير الكبائر، فإنها تحتاج لتوبة خاصة، وإذا كانت الصلوات الخمس، وصوم رمضان لا يكفران الكبائر، كما هو نص الحديث، فهذا أولى.

ثم إن ترك الصلاة لا يسقط بتلك الجلسة عند من يوجب القضاء، وفي وجوب قضاء الصلاة المتروكة عمدا خلاف بيناه في الفتوى: 128781.

والأحوط بلا شك هو العمل بقول الجمهور، لكن إذا شق على هذه الفتاة العمل بقول الجمهور، فقلدت من يرى عدم مشروعية القضاء -كما هو اختيار شيخ الإسلام- رجونا أن يسعها ذلك -إن شاء الله-، ولتنظر الفتوى: 169801.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني