الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

إلى أي عمر يجب أن تستمر المرأة في الإنجاب حتى لا تأثم بأنها حددت النسل؟ وهل لها أن تتوقف عن الإنجاب بدون سبب إذا كان لديها القدرة الجسدية؟
أنا امرأة لدي ثلاثة أطفال، أصغرهم خمس سنوات. بعد أن أنجبت آخر طفل اتفقنا أنا وزوجي على عدم الإنجاب بعده، ولم يكن لدينا أية أسباب سوى أننا اكتفينا بما لدينا.
ولكن منذ فترة قصيرة تنبهنا إلى أن قرار عدم الإنجاب ممكن أن يكون حراما، إذا كان يحسب كتحديد للنسل، لأننا قررنا أن نتوقف تماما بعد آخر طفل.
عمري الآن سبعة وثلاثون، أعمل بدوام طويل، ونعيش في غربة من غير معين، ولا عائلة لأستند عليها. كما أنني أخشى أن ألد مولودا مريضا أو مشوها -لا سمح الله-؛ لأنني معرضة بشكل كبير لأمراض الضغط والسكري؛ لأنها وراثية في عائلتنا.
حملي السابق كان متعبا، ولكن ليس بدرجة الخطورة، وبغض النظر عن الظروف التي ذكرتها، قرارنا بعدم الإنجاب لم يكن خوفا من أي شيء سوى أننا اكتفينا بثلاثة أطفال.
فهل قرارنا يتعارض مع الشرع؟ وإذا كان كذلك، وأنجبنا مولودا آخر، فإلى أين نتوقف، سيما أن بعض النساء تلد بعد الأربعين، فهل يجب أن أستمر في الإنجاب إلى ما بعد الأربعين حتى لا أأثم؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذا قريب من حكم العزل عن الزوجة، وهو غير محرم إجماعا إذا كان بإذن الزوجة.

وعليه؛ فلا حرج -إن شاء الله- في اتفاق الزوجين على عدم الإنجاب، بشرط أن لا يكون ذلك بوسيلة تقطع الإنجاب قطعا نهائيا، وأن لا يكون الدافع لذلك هو خشية الفقر.

وراجعي في ذلك الفتاوى: 1803، 133424، 361642، 18375، 16855.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني