الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استحباب المكافأة والدعاء لصانع المعروف

السؤال

هل الدعاء لمن فعل لي خدمة واجب؟ وهل يجب إسماعه، أم أدعو له بالسر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد جاء في سنن أبي داود عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه، فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه. وصححه الشيخ الألباني.

والظاهر أن المكافأة على المعروف مستحبة، فمن عجز عنها، فإنه يستحب له الدعاء لمن صنع له معروفا، ولم نقف على من قال بوجوب الدعاء هنا، ولا أنه يجب إسماعه لصانع المعروف.

قال المناوي في فيض القدير: (أثيبوا) كافئوا (أخاكم) في الدين على صنيعه معكم معروفا بالضيافة ونحوها، قالوا: يا رسول الله؛ بأي شيء نثيبه؟ قال: (ادعوا له بالبركة) أي: بالنمو والزيادة من الخير الإلهي (فإن الرجل) ذكر الرجل غالبي، والمراد الإنسان ولو أنثى (إذا أُكل طعامه وشرب شرابه، ثم دُعي له بالبركة) ببناء أكِل وشُرِب ودُعي للمجهول، أي: أكل الأضياف من طعامه وشربوا من شرابه، ثم دعوا له بزيادة الخير ونموه، ويمكن بناء المذكورات للفاعل أيضا (فذاك) أي: مجرد الدعاء (ثوابه) أي: مكافأته (منهم) أي: من الأضياف، يعني إن عجزوا عن مكافأته بضيافة أو غيرها، أو لم يتيسر لهم ذلك لعذر منه أو منهم بدليل الخبر الآتي: "من أتى إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا فادعوا له حتى تعلموا أنكم كافأتموه".

وفيه ندبُ الضيافة سيما للإخوان، والأمر بالمعروف، وتعليم العلم، والسؤال عما لا يتضح معناه. والدعاء لصاحب الطعام بالبركة، وفعل الممكن من المجازاة والمبادرة بذلك. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني