الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غسل الشعر النابت على الوجه في الوضوء

السؤال

إذا نبتت شعرات في الوجه - جهة الجبهة، أو التحذيف-، وكان الشعر طويلًا، فهل يكفي غسل الوجه، وجذور الشعر فقط دون غسل الشعر الطويل؟ وإذا كان الشعر أطول من شبر، فهل يجب غسل كل الشعرة التي نبتت في مكان الوجه، أم يكفي غسل الوجه، وجذر هذه الشعرة فقط؟ جزاكم الله خيرًا.
وقد سألتكم هذا السؤال، فلم تجيبوا على ما أريد معرفته: إذا كان شعر المرأة طويلًا جدًّا، ونبتت عند أسفل منابت الشعر المعتاد بعض الشعرات -يعني في المكان الذي يجب غسله-، فهل تغسل الوجه كله مع جذور هذه الشعرات فقط، أم تغسل طول الشعرة التي طولها أكثر من شبرين مثلًا؟ هذا قصدي، وأرجو أن تجيبوني بدقة -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالشعر النابت على الوجه يجب غسله، وما تحته، إن كان خفيفًا يصف البشرة.

وإن كان كثيفًا، فالواجب غسل ظاهره فقط، ولا يجب غسل ما تحته.

وقد أجبناك عن سؤالك السابق بمثل هذا الجواب الواضح، الذي لا لبس فيه، قال البهوتي: (وَيَجِبُ غَسْلُ اللِّحْيَةِ) بِكَسْرِ اللَّامِ (وَمَا خَرَجَ عَنْ حَدِّ الْوَجْهِ مِنْهَا) مِنْ الشَّعْرِ الْمُسْتَرْسِلِ (طُولًا وَعَرْضًا) لِأَنَّ اللِّحْيَةَ تُشَارِكُ الْوَجْهَ فِي مَعْنَى التَّوَجُّهِ وَالْمُوَاجَهَةِ. وَخَرَجَ مَا نَزَلَ مَنْ الرَّأْسِ عَنْهُ؛ لِعَدَمِ مُشَارَكَتِهِ الرَّأْسَ فِي التَّرَؤُّسِ (وَيُسَنُّ تَخْلِيلُ السَّاتِرِ لِلْبَشْرَةِ مِنْهَا) أَيْ: مِنْ اللِّحْيَةِ (بِأَخْذِ كَفٍّ مِنْ مَاءٍ يَضَعُهُ مِنْ تَحْتِهَا بِأَصَابِعِهِ مُشْتَبِكَةً فِيهَا) أَيْ: اللِّحْيَةِ (أَوْ) يَضَعُهُ (مِنْ جَانِبَيْهَا وَيُعْرِكُهَا) لِحَدِيثِ «عُثْمَانَ أَنَّهُ تَوَضَّأَ، وَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ حِينَ غَسَلَ وَجْهَهُ، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ الَّذِي رَأَيْتُمُونِي فَعَلْت». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَصَحَّحَهُ، وَحَسَّنَهُ الْبُخَارِيُّ (وَكَذَا عَنْفَقَةٌ، وَشَارِبٌ، وَحَاجِبَانِ، وَلِحْيَةُ امْرَأَةٍ وَخُنْثَى) إذَا كَانَ كَثِيفًا (وَيُجْزِئُ غَسْلُ ظَاهِرِهِ) كَلِحْيَةِ الذَّكَرِ (وَيُسَنُّ غُسْلُ بَاطِنِهِ) أَيْ: بَاطِنِ ذَلِكَ الشَّعْرِ غَيْرِ شَعْرِ اللِّحْيَةِ، خُرُوجًا مِنْ خِلَافِ مَنْ أَوْجَبَهُ، كَالشَّافِعِي. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني