الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

شيوخنا الأفاضل، أكرمكم الله.
خرج من الذكر وأنا في حال اليقظة، كمية قليلة من سائل شفاف، لكنه غير لزج -ليس كالمذي اللزج، وليس كالمني الذي له رائحة ويكون غليظا- وكأنه ماء.
بحثت لعلي أعرف حكمه، ولكني لم أجد إلا فيديو لشخص قد حدث له هذا الأمر، لكن به سلس. وأجابه الشيخ أنه حكمه حكم صاحب الحدث الدائم.
لكن ما حيرني أن السائل قال للشيخ إنه عرض نفسه على الطبيب، وقال إن هذا السائل ينتجه جسمه -البروستات- وهي تشكل نسبة 20% من مني الرجل.
فما الذي يجب علي إذا لم تخرج مني إلا مرة واحدة على ما أظن؟
نرجو أن تعطونا قول المالكية، والقول الراجح.
للعلم، شيوخنا الأفاضل: أنا في فترة أحارب فيها الوسوسة، فلم أقم بالاغتسال منه؛ لأني لست متأكدا من ماهيته رغم الشك.
فهل ما قمت به صحيح؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ففي البداية نسأل الله -تعالى- أن يعافيك مما تعانيه من وسوسة، وننصحك بالإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، فإن ذلك علاج نافع لها. وراجع لمزيد الفائدة، الفتوى: 3086

أما السائل الشفاف الذي رأيته، فإنه ليس بمني، وبالتالي فقد كنت على صواب في عدم الاغتسال، سواء رأيت السائل المذكور مرة واحدة، أو أكثر. فمذهب المالكية، وغيرهم من أهل العلم أن السائل الذي يوجب الغسل هو المني فقط.

قال الخرشي في شرحه على مختصر خليل المالكي: يجب غسل جميع ظاهر الجسد بسبب خروج. أي: انفصال مني، بلذة معتادة. اهـ.

وقال ابن قدامة في المغني: فخروج المني الدافق بشهوة، يوجب الغسل من الرجل والمرأة في يقظة أو في نوم. وهو قول عامة الفقهاء. قاله الترمذي. ولا نعلم فيه خلافا. اهـ.
وبخصوص الفيديو الذي شاهدته، فإنه لا ينطبق على حالتك، وليس فيه ما يوجب عليك الغسل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني